مؤسسة EMEA Finance .. وسيلة للابتزاز أم بوابة خلفية للتجسس الاقتصادي؟

طفت على السطح خلال الفترة الأخيرة ظاهرة قيام مؤسسات تدعي أنها دولية بمنح جوائز لشركات في قطاعات اقتصادية مصرية مختلفة وهو ما أثار الجدل بجانب مخاوف وشكوك حول طبيعة هذه المؤسسات وبطبيعة عملها والهدف الخفي والحقيقي لأجنداتها الغامضة.
في المقابل ارتفعت أصوات تحذر من تلك الأهداف الخفية لهذه المؤسسات وخطورة اختراق القطاعات الاقتصادية المختلفة وخاصة أنها تصب تركيزها على قطاع الشركات المهمة في مصر والمؤسسات المالية الكبرى ما يدفع بالشكوك حول كونها بوابات خلفية لجمع المعلومات الاقتصادية والمالية عن مصر وخاصة في ظل الصعود المستمر لمؤشرات الاقتصاد المصري في الفترة الأخيرة.
مؤسسة غامضة تُدعى EMEA Finance إحدى تلك المؤسسات التي تدور حولها شبهات كثيرة في الوسط المالي والاقتصادي المصري ، وخاصة بعد توزيع جوائزها بشكل غير منطقي وتحت أي مبررات دون صدور حيثيات حقيقية وذات مصداقية من مقر المؤسسة المجهولة عن أسباب تكريم من يقع عليه الاختيار كما يحدث في المؤسسات العالمية المعروفة والتي تضع قواعد ومعايير واضحة وشفافة لمن تكرمهم.
شبهات وأجندات غامضة
حامت شبهات كثيرة حول طبيعة عمل EMEA Finance لدرجة أنها دفعت مؤسسات تم تكريمها إلى حذف أخبار التكريم بدون مقدمات، كما تسلك هذه المؤسسة على مايبدو أسلوب الابتزاز الشيك للحصول على المعلومات أو الأموال في ظل غياب أي معلومات حقيقية حول من يديرها أو يمولها.

بعمل سيرش دقيق تبين أن المؤسسة الغامضة التي تُقدم نفسها كمجلة متخصصة في "تمويل أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا" ليس لها مقارات معروفة ولا يعرف من يديرها وليس له لا هيكل تنظيمي منشور بينما يظهر موقعها الإلكتروني أنه بدائي ولا يتم تحديثه ولا يحتوي على مواد اقتصادية دسمة ما يؤكد أن المؤسسة ماهي إلا باب للنصب على أهون الاحتمالات إن لم يكن لها أهداف خبيثة أخري وهو المرجح .
ابتزاز مالي
المعلومات التي حصلت عليها تفصيلة تؤكد تحصيل المؤسسة الغامضة لأموال بالعملة الصعبة من المؤسسات الفائزة، تحت بند "رسوم استخدام الشعار"، أو "مقابل الترويج والتغطية"، وهو ما يحمل شبهة الاستغلال للمؤسسات الباحثة عن الظهور الإعلامي والتصنيف الدولي وتصل هذه المبالغ لأرقام ضخمة ما بعد استنزافا للشركات والمؤسسات المصرية.
أيضا كشفت المعلومات عن أن المؤسسة لا تخضع لأي رقابة مهنية أو إعلامية، ولا تتبع أي جهة دولية أو كيانات مستقلة كما أن البحث عن أسماء القائمين عليها أو مصادر تمويلها يُفضي إلى طريق مسدود، في وقت بات فيه الظهور في قوائم الجوائز الدولية عاملًا تسويقيًا مهمًا في الأسواق الناشئة.
تعالت أصوات تطالب الشركات المصرية بتوخي الحذر عند التعامل مع مثل تلك الشركات نظراً لخطورتها الداهمة على الأمن القومي الاقتصادي المصري ووجود شبهات خبيثة تحمل مؤسسات مشبوهة مثل EMEA Finance المجهولة.