رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
نصر نعيم

وساطة مشروطة.. أين تقف تركيا من الحرب الإسرائيلية الإيرانية؟

آثار الصواريخ الإيرانية
آثار الصواريخ الإيرانية على إسرائيل

تتابع أنقرة عن كثب تطورات الحرب المشتعلة بين إيران وإسرائيل، في وقت تعرب فيه تركيا عن قلقها المتزايد من احتمال توسع رقعة الصراع ليشمل المنطقة بأسرها، محذرة من كارثة إقليمية قد تكون وشيكة.

وفي موقف لافت، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان استعداد بلاده للاضطلاع بدور الوساطة بين الطرفين سعياً لوقف التصعيد وتهدئة التوترات. 

وأضاف أردوغان أن بلاده على اتصال مباشر مع الأطراف المعنية، في إشارة إلى اتصالات أجراها مع الرئيس الإيراني، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

إدانة التصعيد وتحميل إسرائيل المسؤولية

منذ بداية الهجوم الإسرائيلي على طهران، اتخذت تركيا موقفًا حازمًا، إذ أدانت القصف بشدة وطالبت المجتمع الدولي بالتحرك لوقف ما وصفته بـ"الممارسات الإسرائيلية المتهورة".

 وصرّح أردوغان بأن الاستراتيجية الإسرائيلية بلغت "مرحلة خطيرة تهدد أمن واستقرار المنطقة"، محملاً تل أبيب مسؤولية تفجّر الأوضاع.

ورغم أن أنقرة لم تصطف بشكل صريح إلى جانب أي من الطرفين، إلا أن نبرة التصريحات الصادرة عن كبار المسؤولين الأتراك، وبينهم شركاء أردوغان في الحكم، أظهرت انحيازاً سياسياً واضحاً نحو طهران. 

فقد حذر دولت باهتشلي، زعيم حزب الحركة القومية، من أن تركيا قد تكون "الهدف التالي بعد إيران"، داعياً إلى "وضع حد لإسرائيل".

المصالح المشتركة بين طهران وأنقرة

العلاقة بين تركيا وإيران تتجاوز الجانب السياسي، لتشمل تعاونًا اقتصاديًا متينًا. فحجم التبادل التجاري بين البلدين تجاوز 15 مليار دولار، مع تطلع مشترك لرفعه إلى 30 مليار دولار هذا العام.

هذه المصالح المتشابكة تجعل من أنقرة طرفاً معنياً بشكل مباشر بأي تغيرات داخل إيران، سواء على الصعيد الأمني أو في ما يتعلق بموجات هجرة محتملة قد تتدفق باتجاه الأراضي التركية.

وساطة مشروطة بنجاح دولي

ورغم إعلان أردوغان استعداد أنقرة للعب دور الوسيط، فإن فرص نجاح المبادرة التركية ما تزال رهينة بعوامل خارجية، أهمها الموقف الأمريكي، إلى جانب التطورات العسكرية على الأرض.

ويرى مراقبون أن تركيا، وإن كانت تمتلك قنوات اتصال مفتوحة مع طهران، إلا أنها تفتقر إلى نفوذ حقيقي لدى إسرائيل، ما قد يحدّ من فعالية وساطتها. 

ومع ذلك، فإن تحرّكها الدبلوماسي يندرج في إطار سعيها الدائم لتكريس دورها الإقليمي كقوة متوازنة قادرة على المبادرة والتهدئة في أزمات المنطقة.

تم نسخ الرابط