كيف تحركت مصر بعد الهجمات الإسرائيلية على إيران؟

تحركت مصر سريعًا بعد الهجمات الإسرائيلية على إيران واستهداف عدد من المنشآت الحيوية وكبار القادة العسكريين في البلاد، في تصعيد خطير يهدد بعدم استقرار منطقة الشرق الأوسط.
البداية من الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، الذي أكد متابعة الموقف أولا بأول، مشيرًا إلى أنه تم التنسيق بين حسن عبدالله محافظ البنك المركزي، وأحمد كجوك وزير المالية، لزيادة المخزون الإستراتيجي من السلع المختلفة.
وأشار رئيس الوزراء إلى أنه سيتم عقد اجتماع مع وزيري الكهرباء والبترول، لاستعراض سيناريوهات تداعيات الأحداث العسكرية بالمنطقة.

مصر تدين الهجوم
الموقف الرسمي لمصر من الهجمات الإسرائيلية على إيران، كشف عنه بيان وزارة الخارجية، الذي أدان الهجمات التي شنها الجيش الإسرائيلي على إيران فجر اليوم الجمعة ١٣ يونيو ٢٠٢٥، والتي تمثل تصعيدًا اقليميا سافرا بالغ الخطورة، وانتهاكًا فاضحًا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وتهديدًا مباشراً للأمن والسلم الإقليمي والدولي.
وأعرب البيان متابعة مصر بقلق للتطورات الحالية المتسارعة، مستنكرة العمل غير المبرر والذي سيؤدى إلى مزيد من إشعال فتيل الأزمة ويقود إلى صراع أوسع في الاقليم وينتج عنه تداعيات غير مسبوقة على امن واستقرار المنطقة، ويعرض مقدرات شعوب المنطقة لخطر بالغ ويهدد بانزلاق المنطقة بأكملها الي حالة من الفوضى العارمة.
وجددت مصر تأكيدها على أنه لا توجد حلول عسكرية للأزمات التي تواجهها المنطقة، وإنما عبر الحلول السياسية والسلمية، مؤكدة أن غطرسة القوة لن تحقق الأمن لأي دولة في المنطقة بما في ذلك اسرائيل، وإنما يتحقق ذلك فقط من خلال احترام سيادة الدول ووحدة وسلامة أراضيها وتحقيق العدالة وانهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية.
لم يقف الموقف المصري عند حدود بيان الإدانة والاستنكار، بل حرص وزير الخارجية بدر عبد العاطي بإجراء عدة اتصالات هاتقية مع الأمير فيصل بن فرحان وزير خارجية المملكة العربية السعودية، وأيمن الصفدي نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشئون المغتربين بالمملكة الأردنية الهاشمية، وحسين الشيخ نائب رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية نائب رئيس دولة فلسطين، في أعقاب الهجوم الإسرائيلي على إيران.
وجاءت الاتصالات في إطار متابعة التداعيات الوخيمة للتصعيد الإسرائيلي غير المقبول على إيران، وإدانة الهجوم غير المبرر، خاصة في ظل انعكاساته على أمن واستقرار المنطقة، وما قد ينتج عنه من اتساع دائرة الصراع في الإقليم وانعكاسات ذلك علي الأمن والاستقرار في المنطقة وعلى مقدرات شعوبها.
وشهدت الاتصالات تبادل الرؤى والتقييم للأوضاع الإقليمية في المنطقة على ضوء العدوان الإسرائيلي وتداعياته المتوقعة على أمن واستقرار المنطقة ودولها وعلى تطورات القضية الفلسطينية، والأهمية البالغة لتخفيف حدة التوتر وخفض التصعيد والبحث عن الحلول السياسية للأزمات.
المجال الجوي آمن
وأكدت وزارة الطيران المدني أن المجال الجوي المصري آمن ويعمل بشكل طبيعي، ويشهد انتظامًا في حركة التشغيل وفقًا لأعلى المعايير الدولية المعتمدة في مجال السلامة الجوية.
وتتابع الوزارة من خلال مركز العمليات في مطار القاهرة الدولي على مدار الساعة تطورات الموقف، بالتنسيق الكامل مع سلطات الطيران المدني في الدول المجاورة، عقب إعلان بعض دول الجوار عن إغلاق مؤقت لمجالاتها الجوية نتيجة للأوضاع الراهنة في المنطقة.
وتم رفع درجة الاستعداد القصوى بمطار القاهرة الدولي وكافه المطارات المصرية، تحسبًا لاحتمال استقبال طائرات عابرة قد تضطر إلى تغيير مساراتها الجوية والهبوط الاضطراري بالمطارات نتيجة المستجدات الإقليمية، إذ تم التأكيد على الجاهزية الكاملة لتوفير الدعم الفني واللوجستي اللازم لكافة الرحلات المتأثرة.
واستقبل مطار القاهرة الدولي 9 طائرات تابعة لشركات طيران أجنبية في أوقات متقاربة بغرض التزود بالوقود، بعد تعديل مسارات رحلاتها؛ نتيجة إغلاق بعض المجالات الجوية المجاورة، وأقلعت جميع الطائرات في وقت قياسي، بعد تقديم الدعم الفني واللوجستي اللازم لاستكمال رحلاتها بأمان.
كما أعلنت شركة مصر للطيران عن إلغاء 3 رحلات جوية كانت متجهة إلى كل من بغداد، وعمان، وبيروت، لحين فتح المجالات الجوية في تلك الدول.
لا وجود للاشعاعات
من جانبها، طمأنت هيئة الرقابة النووية والإشعاعية المواطنين بعدم رصد وتسجيل أي تسربات إشاعية في أعقاب الأحداث الجارية في منشأة نطنز بإيران.
وأشارت إلى أنه وأكدت الهيئة ان الوضع الاشعاعي في منشأة نطنز بإيران لا يزال تحت السيطرة ولا توجد أي مؤشرات على حدوث اي تسرب حتى الآن، وذلك في إطار المتابعة المستمرة من الهيئة الرقابة النووية والإشعاعية للوضع الاشعاعي والأحداث الجارية بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومختلف الجهات الوطنية المعنية.
وشددت الهيئة أنها تتابع كافة التطورات المتعلقة بالوضع الإشعاعي من خلال شبكة الرصد الإشعاعي والإنذار والإبلاغ المبكر المنتشرة في جميع محافظات الجمهورية، ويتم متابعة قياسات الخلفية الإشعاعية بصورة مستمرة والتنسيق مع كافة الأطراف المعنية على مدار الساعة للتأكد من سلامة المواطنين والبيئة.

طوارئ في الكهرباء
كما اجتمع الدكتور محمود عصمت وزير الكهرباء والطاقة المتجددة ، صباح اليوم الجمعة بالمهندس جابر دسوقى رئيس الشركة القابضة لكهرباء مصر، والمهندسة منى رزق رئيس الشركة المصرية لنقل الكهرباء، بحضور المهندسة صباح مشالى نائب الوزير وعدد من مسئولي الوزارة والمركز القومى للتحكم، ومشاركة رؤساء توزيع الكهرباء على مستوى الجمهورية، عبر خاصية "الفيديو كونفرنس"، فى اطار الاستعداد الدائم لمواجهة كافة الاحتمالات والنتائج التى قد تترتب على الظروف الطارئة التى تمر بها المنطقة، وانعكاساتها على دول الإقليم.
واطمئن عصمت على استقرار الشبكة الموحدة واستمرارية التغذية الكهربائية، وراجع احتياطات الوقود اللازم لتشغيل وحدات الإنتاج، وزيادة نسبة مشاركة الطاقة المتجددة فى مزيج الكهرباء خلال المدة المقبلة، واستخدام أنماط التشغيل الجديدة لتحقيق الاستخدام الامثل للوقود وزيادة العائد على وحدة الوقود المستخدم في انتاج الكيلوات ساعة، واتخاذ كافة الإجراءات اللازمة في إطار خطة العمل الحالية.
وجه الدكتور محمود عصمت رؤساء شركات توزيع الكهرباء برفع درجة الاستعداد ومتابعة استقرار التغذية الكهربائية وتوفير الكهرباء لكافة الاستخدامات، والتنسيق الدائم والمستمر مع مراكز التحكم فى الشركات والتحكمات الإقليمية بالشركة المصرية لنقل الكهرباء، مشددًا على تواجد جميع القيادات على رأس العمل على مدار اليوم، والمتابعة اللحظية لكافة المستجدات لتأمين الشبكة الموحدة واستقرار التغذية الكهربائية.