تعرف على فضل صيام عشر ذي الحجة

كشفت دار الإفتاء المصرية، عن أنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه كان يصوم التسع من ذي الحجة؛ مستشهدة بما جاء في "سنن أبي داود" وغيره عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصوم تسع ذي الحجة، ويوم عاشوراء، وثلاثة أيام من كل شهر أول إثنين من الشهر والخميس".
هل صام النبي العشر الأوائل من ذي الحجة؟
وذكرت دار الإفتاء، في ردها على سؤال فضل صيام عشر ذي الحجة؟ وسؤال اخر وهو هل صام النبي العشر الأوائل من ذي الحجة؟.. حيث قالت أن ما جاء عن حفصة رضي الله عنها قالت: "أربع لم يكن يدعهن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صيام يوم عاشوراء، والعشر، وثلاثة أيام من كل شهر، والركعتين قبل الغداة" رواه أحمد والنسائي وابن حبان وصححه، وأما ما أخرجه مسلم عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: "ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صائمًا في العشر قط"، فقد قال الإمام النووي في "شرحه على مسلم" (8/ 71-72):
وقال العلماء: هذا الحديث مما يوهم كراهة صوم العشر، والمراد بالعشر هنا الأيام التسعة من أول ذي الحجة، قالوا: وهذا مما يتأول، فليس في صوم هذه التسعة كراهة، بل هي مستحبة استحبابًا شديدًا لا سيما التاسع منها وهو يوم عرفة، وقد سبقت الأحاديث في فضله.
وأشارت الإفتاء إلى أنه ثبت في "صحيح البخاري" أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَا مِن أَيَّامٍ العَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَفْضَلُ مِنهُ فِي هَذِهِ» يعني العشر الأوائل من ذي الحجة فيتأول قولها "لم يصم العشر" أنه لم يصمه لعارض مرض أو سفر أو غيرهما، أو أنها لم تره صائمًا فيه، ولا يلزم من ذلك عدم صيامه في نفس الأمر.
ويدل على هذا التأويل حديث هنيدة بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصوم تسع ذي الحجة، ويوم عاشوراء، وثلاثة أيام من كل شهر الإثنين من الشهر والخميس" ورواه أبو داود وهذا لفظه، وأحمد والنسائي وفي روايتهما: «وخميسَين»] .
فضل صيام عشر ذي الحجة؟
وعن فضل صيام عشر ذي الحجة فهو من الأعمال الصالحة التي ورد فضلها في السنة النبوية، وخصوصاً صيام يوم عرفة. لكن أيضاً، يُستحب صيام الأيام العشرة الأولى من شهر ذي الحجة بشكل عام. وفيما يلي بعض الفضائل التي وردت حول هذه الأيام وصيامها:
أفضل أيام السنة: كما في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم: "ما من أيامٍ العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام"، يعني أيام العشر من ذي الحجة. (رواه البخاري)
صيام يوم عرفة: يعتبر صيام يوم عرفة (التاسع من ذي الحجة) من أعظم الأعمال التي تقرب المسلم إلى الله. فقد ورد في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم: "صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يُكفّر السنة التي قبله والسنة التي بعده." (رواه مسلم)
تكثير الأعمال الصالحة: الأيام العشرة هي أيام مباركة يُستحب فيها الإكثار من الأعمال الصالحة مثل الصلاة، والتكبير، والذكر، والصدقة، وحسن الخلق.
استجابة الدعاء: في هذه الأيام، خصوصاً يوم عرفة، يُستحب الإكثار من الدعاء، فقد ورد أن الله تعالى يعتق فيها العديد من العباد من النار، ويستجيب لدعوات المؤمنين.
أفضل من الجهاد في سبيل الله: في حديث آخر، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تفضلوا أيام العشر على الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع بشيء." (رواه البخاري)
إذن، صيام عشر ذي الحجة له فضل كبير، وإذا لم يستطع المسلم صيام كل الأيام، فيستحب أن يصوم على الأقل يوم عرفة، خاصة لمن لا يكون في الحج.