رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
معتز سليمان
مدير التحرير
نصر نعيم

زلازل كريت تهز مصر.. العلاقة الغامضة بين جزيرة يونانية وهزات القاهرة (فيديو)

هزات متكررة خلال
هزات متكررة خلال أيام والسبب كريت

في كل مرة تهتز فيها جزيرة كريت اليونانية، تتردد أصداء تلك الهزات في مصر، لا سيما في القاهرة ومحافظات الدلتا والساحل الشمالي. 

ورغم أن الجزيرة تقع على بعد أكثر من 700 كيلومتر من العاصمة المصرية، إلا أن تأثيرها الزلزالي يصل بقوة ملحوظة، في ظاهرة طبيعية تكررت أكثر من مرة خلال السنوات الأخيرة.

السبب كريت

خلال الأيام القليلة الماضية، شعر سكان عدة محافظات مصرية بهزات أرضية خفيفة، ليتبين لاحقًا أن مصدرها زلزال وقع قبالة سواحل كريت. 

ووفقًا لتصريحات الدكتور شريف عبد الهادي، رئيس قسم الزلازل في المعهد القومي للبحوث الفلكية، فإن الزلزال الأخير كان على عمق 70 كيلومترًا، ما ساعد في تمدد تأثيره دون أن يسبب دمارًا مباشرًا.

بؤرة نشطة زلزاليًا

كريت، كبرى الجزر اليونانية، تقع في منطقة تصادم بين الصفائح التكتونية الكبرى، ما يجعلها من أكثر المناطق عرضة للنشاط الزلزالي في حوض المتوسط. 

هذا التلاقي الجيولوجي يؤدي إلى ضغط هائل في القشرة الأرضية، يتم تفريغه بين الحين والآخر على شكل زلازل، بعضها يصل تأثيره لمئات الكيلومترات.

تاريخ دموي من الزلازل

التاريخ الزلزالي لكريت يعود إلى آلاف السنين، أحد أعنف الزلازل وقع عام 365 قبل الميلاد، وكان من قوته أنه رفع جزءًا من الجزيرة نحو 10 أمتار فوق مستوى سطح البحر، مغيرًا ملامحها الجغرافية بالكامل. 

أما في العصر الحديث، فقد شهدت كريت عدة زلازل مؤثرة، أبرزها في أكتوبر 2021، عندما ضربها زلزال بقوة 6.2 درجات على مقياس ريختر، وشعر به سكان مصر بوضوح.

لماذا تصل تأثيرات كريت إلى مصر؟

الزلازل التي تقع في كريت عادة ما تكون في أعماق متوسطة، مما يسمح لطاقتها بالانتقال إلى مسافات بعيدة. 

كما أن طبيعة التربة في بعض المناطق المصرية تسهم في تضخيم الإحساس بالهزات، خاصة في الأبنية المرتفعة أو المناطق ذات البنية الجيولوجية الضعيفة.

هل نحن على أعتاب زلزال مدمر؟

العلماء لا يملكون إجابة دقيقة، لكنهم يحذرون من أن المنطقة – بما فيها كريت وشرق المتوسط – قادرة على إنتاج زلازل تصل قوتها إلى 8.5 درجات على مقياس ريختر. 

ووفقًا للعالم اليوناني "سينولاكيس"، فإن هذه النوعية من الزلازل قد تحدث مرة كل 600 إلى 800 عام.

كريت تحت المراقبة ومصر في دائرة التأثر

تظل كريت محل اهتمام ورصد دائم من قبل المراصد الزلزالية في المنطقة، نظرًا لتأثيرها المباشر وغير المباشر على مصر والدول المجاورة. فكلما اهتزت الأرض تحت الجزيرة، تتابع المراصد المصرية بحذر، تحسبًا لأي هزات لاحقة قد يشعر بها السكان أو تتسبب في تداعيات أكبر.

بين كريت والقاهرة رابط خفي من تحت الأرض

كريت لم تعد فقط وجهة سياحية يونانية، بل تحولت إلى نقطة مراقبة جيولوجية ترتبط ارتباطًا مباشرًا بالاستقرار الزلزالي في مصر. 

وبين كل هزة وأخرى، تبقى الأسئلة مفتوحة: هل القادم مجرد ارتدادات؟ أم إنذار مبكر لزلزال أكبر قد يعيد تشكيل خرائط المتوسط؟

تم نسخ الرابط