رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
نصر نعيم

ناطحات هواء ومشاريع بلا جمهور.. هل يعيش محمود طاهر وهم الريادة العقارية؟

المهندس محمود طاهر
المهندس محمود طاهر

خدعة ناطحات سحاب " النيل العقارية":  وضوح في السماء وغموض في الحسابات

 

هل تخدع "النيل" عملاءها؟..  فندق “الأعلى  في أفريقيا” ما زال في الهواء

 

طاهر صرح سابقا أن الشركة تملك سيولة تغنيها عن أي تمويل بنكي وبعدها طالبت شركته الحكومة بمهلة عامين لتوفيق الأوضاع بسبب ارتفاع التكاليف

 

بينما تسير العاصمة الإدارية بخطى واضحة نحو مستقبل عمراني جديد، تظهر بعض الشركات التي تحاول أن تضع لنفسها هالة من الريادة دون رصيد حقيقي على الأرض، ومن بينهما  شركة "النيل للتطوير العقاري"، بقيادة المهندس محمود طاهر، الذي صرح سابقا عن وجود أزمة  هي "الأعنف" وتحديات خارجة عن السيطرة لتبرير ارتفاع الأسعار وتعليق التنفيذ، ليتسائل البعض" هل نحن أمام مطور عقاري أم شركة تسويق تتفنن لعبة التهويل.

الشركة تروج لنفسها بخطاب إعلامي قوي، ووعود بإنشاء أعلى فندق في أفريقيا وثالث أطول برج في مصر، رغم أن مشروعاتها الأساسية ما زالت في مراحل ما قبل التنفيذ أو قيد التراخيص، وفي الوقت الذي تستند فيه شركات عقارية كبرى إلى إنجازات فعلية ومراحل بناء ملموسة، بينما تكتفي "النيل" بإعلانات استعراضية وأرقام غير موثقة عن مبيعات ضخمة وتحقيق مليارات في ساعات


وتضع  " تفصيلة" في التقرير التالي شركة النيل للتطوير العقاري تحت المجهر، وستقارن بين ما يُقال في المؤتمرات وما يحدث فعليًا على الأرض، ثم نجيب على التسأول الذي يطرحه البعض:"  هل نحن أمام مطور عقاري حقيقي، أم شركة علاقات عامة ترتدي عباءة البناء؟.


حلم دبي.. في صحراء مهجورة

 

قدّمت شركة النيل  باعتبارها مطورا عقاريا مبتكرا، ومع انتقالها للعاصمة الإدارية، سعت لتكرار نماذج إماراتية وماليزية في ناطحات السحاب، كان أبرزها مشروع "31 نورث" و"نايل بيزنس سيتي"، المشروع الأخير يضم أربعة أبراج بارتفاع 56 طابقا، وتصفه الشركة بأنه " أيقونة" العاصمة،  لكن لسان حال خبراء العقارات يقول : " أيقونة لمن؟ لا يوجد سكان حتى الآن في هذه المنطقة، وأغلب الوحدات تُعرض بغرض الاستثمار، لا السكن".

تسويق ضخم.. وعائد غير واضح

 

كما تتباهى الشركة بأن مبيعات "تايكون تاور" وهو ما عرف إعلاميا بأنه  " الفندق الأعلى في أفريقيا" تجاوزت 2 مليار جنيه في أول 7 ساعات من الطرح، بينما تغيب البيانات الدقيقة عن نسب الإشغال أو العائد الفعلي للمشترين،  ويطرح الخبراء سؤالًا: هل يمكن لمشروع بهذا الحجم أن يخدم العاصمة الجديدة فعليا، أم أنه استعراض إعلامي لا غير.

التكلفة على حساب المجتمع

 

مشروعات مثل "نايل بيزنس سيتي" تُقام  بحسب تصريحات الشركة  على "أغلى قطعة أرض في مصر"، وتبدأ أسعار المتر فيها من 168 ألف جنيه، وبالرغم من التأكيد على الجودة والشراكات مع بيوت خبرة هندسية مرموقة، تبقى التساؤلات قائمة عن  المستفيد الحقيقي من هذه الاستثمارات؟ وأين تتجه أرباح المشاريع؟.


ورغم التصريحات المتكررة من محمود طاهر حول “الاستدامة” وبناء مجتمعات متكاملة، فإن الواقع يعكس غيابا واضحا للمكون الاجتماعي في مشروعات النيل،  فلا توجد مشروعات إسكان متوسط أو اقتصادي ضمن محفظة الشركة، ولا شراكات معلنة مع جهات حكومية لتخصيص وحدات للفئات المتوسطة أو تحسين البنية التحتية المحيطة.

«فقاعة الداون تاون»؟


تحذيرات بعض الاقتصاديين من "فقاعة عقارية" في منطقة الداون تاون تزداد مع تزاحم الشركات على مشروعات تجارية فاخرة بلا قاعدة طلب قوية، خاصة في ظل غياب الكثافات السكانية، وبينما تستبعد الشركة هذا التوصيف، يرى البعض أن استمرار الشركات في طرح وحدات بأسعار خيالية في منطقة لا تزال شبه خاوية يحمل مخاطرة مستقبلية على السوق بالكامل.

تصريح رسمي.. وتضارب في الواقع

وقال  المهندس محمود طاهر في حوار سابق: "نحن نمتلك سيولة تغنينا عن أي تمويل بنكي"، وفي الوقت ذاته تطالب شركته الحكومة بمهلة عامين لتوفيق الأوضاع بسبب ارتفاع التكاليف، هذا التضارب يطرح أسئلة حول مدى استدامة نموذج عمل الشركة، وقدرتها على الالتزام بتعهداتها، في ظل الأزمات الاقتصادية المتصاعدة.

وبحسب الموقع الرسمي للشركة، فإنه قد تأسست مجموعة النيل والأهرام العقارية على يد المهندس محمد طاهر، الذي يشغل حاليًا منصب رئيس مجلس الإدارة، ويتمتع بخبرة تتجاوز 25 عامًا في السوق العقاري المصري، ويُعرف باتباعه نهجًا يقوم على الابتكار المعماري ودمج التكنولوجيا والممارسات المستدامة داخل مشاريع المجموعة.

كما عرفته بأنه خريج كلية الهندسة المدنية بجامعة المنصورة، ويحرص على متابعة أحدث الاتجاهات العالمية في مجالات البناء والتخطيط العمراني، مع تركيز خاص على تطوير مجتمعات متكاملة ترتكز على الراحة والجودة والتناغم.

إلى جانبه، يقود المهندس محمود طاهر دفة التنفيذ داخل المجموعة بصفته الرئيس التنفيذي،  يشغل عضوية مجلس إدارة شعبة الاستثمار العقاري بالاتحاد العام للغرف التجارية، بالإضافة إلى كونه عضو مجلس إدارة وأمين صندوق جمعية مطوري القاهرة الجديدة والعاصمة الإدارية الجديدة.

وتشير بيانات الشركة الرسمية إلى دوره في صياغة الرؤية التنفيذية، ودعم عمليات التحول المؤسسي والتطوير الإداري بما يضمن استدامة النمو وتوسيع قاعدة العملاء.

تم نسخ الرابط