إدانات دولية بعد استهداف وفد دبلوماسي في جنين.. واستدعاء السفير الإسرائيلي

شهد المدخل الشرقي لمخيم جنين في شمال الضفة الغربية، مساء أمس الأربعاء، حادثة إطلاق نار مباشر من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي تجاه وفد دبلوماسي دولي كان في زيارة ميدانية للاطلاع على الأوضاع الإنسانية والواقع المأساوي داخل المخيم.
إطلاق نار كثيف من قوات الاحتلال
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" بأن جنود الاحتلال أطلقوا الرصاص الحي بشكل مكثف نحو الوفد والصحفيين المرافقين له، خصوصًا أثناء تواجدهم قرب البوابة الحديدية التي أقيمت على مدخل المخيم الشرقي، وسط استمرار الحصار المفروض على المخيم من قبل القوات الإسرائيلية.
بدأ الوفد زيارته في مقر محافظة جنين، حيث تلقى شرحًا مفصلًا من المحافظ حول الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية والاقتصاد المحلي، بالإضافة إلى معاناة أكثر من 22 ألف نازح اضطروا لمغادرة منازلهم داخل المخيم جراء العمليات العسكرية المستمرة.
إدانات دبلوماسية واسعة
وأدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية بشدة هذه الحادثة، واعتبرتها خرقًا خطيرًا وصريحًا لقواعد القانون الدولي، ووصفت استهداف الوفد بأنه انتهاك صارخ لاتفاقية فيينا لعام 1961 التي تضمن الحصانة والحماية للبعثات الدبلوماسية.
وأكدت الوزارة أن هذا التصعيد يعكس استهتارًا ممنهجًا بسيادة دولة فلسطين وحرمة ممثلي الدول على أراضيها، محمّلة حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة والمباشرة عن هذا الاعتداء.
وضم الوفد سفراء وممثلين عن عدة دول وهيئات دولية، من بينها: مصر، الأردن، المغرب، الاتحاد الأوروبي، البرتغال، الصين، النمسا، البرازيل، بلغاريا، تركيا، إسبانيا، ليتوانيا، بولندا، روسيا، اليابان، رومانيا، المكسيك، سريلانكا، كندا، الهند، تشيلي، فرنسا، بريطانيا، بالإضافة إلى ممثلين عن دول أخرى.
تصعيد إسرائيلي مستمر
في غضون ذلك، تتواصل عمليات الاحتلال في مدينة جنين ومخيمها لليوم الـ121، مع تصعيد كبير في عمليات التجريف والتدمير التي تستهدف تغيير معالم المخيم وبنيته التحتية، وسط منع مستمر لسكان المخيم وأي أطراف أخرى من الدخول إليه.
وتشير تقديرات بلدية جنين إلى أن الاحتلال هدم نحو 600 منزل بشكل كامل، إضافة إلى تضرر مئات المنازل الأخرى جزئيًا لتصبح غير صالحة للسكن.
البرتغال تستدعي السفير الإسرائيلي
على الصعيد الدولي، أعلنت البرتغال استدعاء السفير الإسرائيلي لديها، احتجاجًا على إطلاق النار باتجاه الوفد الدبلوماسي.
وأصدرت وزارة الخارجية البرتغالية بيانًا نددت فيه بالهجوم الإسرائيلي، مؤكدة أنها ستتخذ الإجراءات الدبلوماسية المناسبة.
البرلمان العربي يندد بالانتهاك
من جانبه، أدان معالي محمد بن أحمد اليماحي، رئيس البرلمان العربي، بأشد العبارات إطلاق النار من قبل قوات الاحتلال تجاه الوفد الدبلوماسي في مخيم جنين، واصفًا الحادثة بأنها انتهاك صارخ لقواعد القانون الدولي واتفاقية فيينا المنظمة للعلاقات الدبلوماسية.
وطالب المجتمع الدولي، ولا سيما مجلس الأمن والأمم المتحدة، بتحمل مسؤولياتهم لوقف هذه الاعتداءات ومحاسبة الاحتلال.
دعوات لاحترام القانون الدولي
بدورها، أدانت أحزاب سياسية فلسطينية وعربية الحادث، مؤكدة على ضرورة التحرك الدولي الفوري لحماية المدنيين والوفود الدبلوماسية، وإجبار الاحتلال على احترام القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية.