جمال عبد العال: زيارة السيسي لبغداد تعكس دعم مصر للعراق

أكد الكاتب الصحفي جمال عبد العال أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى العاصمة العراقية بغداد، لحضور أعمال القمة العربية، تمثل رسالة دعم واضحة للعراق، وتجسد التزام مصر الراسخ بتعزيز العمل العربي المشترك في مواجهة التحديات الإقليمية الراهنة، مشددًا على أن السياسة الخارجية المصرية تشهد في الوقت الراهن مرحلة من التوازن والانفتاح، تسعى خلالها القاهرة إلى تحقيق الاستقرار الإقليمي وتعزيز التعاون الدولي من خلال نهج متعدد الأبعاد.
وأضاف عبد العال، خلال مداخلة تلفزيونية مع الإعلامية رشا فهمي في برنامج "مصر كل يوم"، المذاع عبر قناة "مصر المستقبل"، أن هذا النهج المصري يتجلى في المحافظة على علاقات استراتيجية متينة مع قوى كبرى مثل الولايات المتحدة وروسيا والصين، بما يخدم المصالح الوطنية، ويعزز من دور مصر المحوري في معالجة الملفات الإقليمية الملحة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، والأزمتين السورية والليبية، من خلال دعم الحلول السياسية والمشاركة النشطة في جهود الوساطة.
وأشار إلى أن لقاءات الرئيس السيسي في بغداد ركزت على دعم مصر الكامل للعراق في رئاسته المقبلة للقمة العربية، في ظل ظروف دقيقة تمر بها المنطقة، مشيرًا إلى أنه تم التباحث حول سبل دفع العلاقات الثنائية بين القاهرة وبغداد في مختلف المجالات، لا سيما الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، واستكشاف مجالات جديدة للتعاون المشترك بما يعود بالنفع على الشعبين الشقيقين.
وأوضح عبد العال أن الزيارة شهدت أيضًا تبادل وجهات النظر حول أبرز القضايا الإقليمية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، والأزمة السورية، مع تأكيد مصر الدائم على أهمية استعادة الاستقرار الإقليمي، مشيرًا إلى أن القضية الفلسطينية لا تزال تمثل القضية المركزية للأمة العربية، وأن مصر تحافظ على دورها التاريخي كفاعل رئيسي في دعم جهود الاستقرار، سواء من خلال المساهمة في قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، أو المشاركة الفاعلة في الوساطات السياسية.
وفيما يتعلق بعلاقات مصر بالقوى الكبرى، أوضح عبد العال أن القاهرة تتبنى سياسة خارجية متوازنة تهدف إلى الحفاظ على علاقات استراتيجية مع كل من الولايات المتحدة وروسيا والصين، وتسعى إلى التعاون مع هذه القوى في مجالات حيوية مثل الاقتصاد والدفاع والطاقة، بما يعزز من مكانة مصر الإقليمية والدولية.
كما أشار إلى أن مصر توسع من نطاق انفتاحها الدولي ليشمل دولًا غير تقليدية، خاصة في شرق آسيا وأفريقيا، عبر تعزيز التعاون مع دول مثل الصين واليابان وكوريا الجنوبية، لا سيما في مجالات التجارة والاستثمار والطاقة، وهو ما يعكس توجهًا واضحًا نحو تنويع الشراكات الدولية.
واختتم عبد العال حديثه بالتأكيد على أن مصر قادرة على لعب دور الوسيط النزيه في العديد من الصراعات الدولية والإقليمية، مستندة في ذلك إلى موقعها الاستراتيجي، وعلاقاتها المتوازنة، وحيادها النسبي، فضلًا عن جهازها الدبلوماسي العريق وخبرتها الواسعة في إدارة الأزمات، لافتًا إلى أن دورها البارز في الجامعة العربية والاتحاد الأفريقي يعزز من هذا الحضور، كما ظهر جليًا في الملفات الفلسطينية والليبية، وجهود التهدئة في السودان.