وفاة سما عادل.. الضحية الثامنة لانفجار خط غاز أكتوبر

وفاة سما عادل.. لم تكن سما عادل تعرف أن لحظة عودتها من الجامعة ستكون الأخيرة، وأن الطريق الذي سلكته يوميًا سيخطفها إلى الأبد. فبعدما اشترت بدلة التخرج استعدادًا ليوم تخرجها من كلية طب الأسنان، وعلّقتها على مرآة غرفتها، وقالت لوالدها إن مناقشة مشروع التخرج سيكون يومًا لا يُنسى، تحوّل الحلم إلى ذكرى وتبخر وسط ألسنة اللهب.

سما عادل.. الضحية الثامنة في حادث انفجار خط غاز الواحات

عند مدخل مدينة 6 أكتوبر، انفجر خط غاز مدفون تحت الأرض، فاندفعت النيران لتغمر جسد سما عادل. 

الحادث وقع فجأة، وسما لم تكن سوى عابرة طريق. 

الجرح الذي تركه الانفجار لم يكن في جسدها فقط، بل امتد إلى قلب والدها، الدكتور عادل أمين، الذي اعتاد طوال حياته معالجة الناس، لكنه لم يستطع إنقاذ ابنته.

من هي سما عادل ضحية انفجار خط الغاز؟

سما كانت في سنتها الأخيرة بكلية طب الأسنان، تحلم أن تصبح طبيبة ناجحة. 

ويوم الحادث، اتصلت بوالدها لتطمئنه بأنها على بُعد خطوات من المنزل. 

بعد دقائق، لم يكن الصوت القادم من هاتفها صوتها، بل صوت رجل لا يعرفونه، أبلغهم أن الفتاة أصيبت في انفجار وأن حالتها خطرة. 

جرى الأب إلى مكان الحادث ليجد ابنته تحترق وتحاول النهوض، حملها بين ذراعيه، وكان يشعر أن جلدها يذوب بين يديه، لكنه تمسك بالأمل.

رحلة الألم والمقاومة

نُقلت سما إلى مستشفى خاص، ثم إلى مركز متخصص في علاج الحروق، وخضعت لعدة عمليات جراحية. 

بقيت على أجهزة التنفس في غيبوبة كاملة لمدة 13 يومًا، حتى لفظت أنفاسها الأخيرة. كانت روحها تقاتل، كما اعتادت دائمًا. 

قبل سنوات، تعرضت سما لحادث سيارة وأصيبت يدها، لكنها لم تتغيب عن أي امتحان، وكانت تقول لوالدها: "أنا مش هستسلم، وهاكون الأولى في دفعتي"، لكن الطريق لم يمهلها.

رحيل سما عادل

أعلنت أسرتها وفاتها مساء اليوم الثلاثاء، ليرتفع عدد ضحايا انفجار خط الغاز إلى 8 أشخاص.

تفاصيل الحادث

وفي وقت سابق، أصدرت وزارة البترول والثروة المعدنية بيانًا رسميًا أوضحت فيه تفاصيل حادث كسر خط الغاز الذي وقع بمدينة السادس من أكتوبر بطريق الواحات – غرب سوميد.

وأكدت الوزارة أن الحادث نجم عن قيام إحدى شركات المقاولات بأعمال حفر دون تنسيق مسبق مع شركة "ناتجاس" للغاز الطبيعي، مما أدى إلى حدوث انفجار في الخط واندلاع حريق أسفر عن إصابات ووفيات، بالإضافة إلى خسائر مادية.

وأوضح البيان أن فرق الطوارئ تدخلت بسرعة، وتمكنت من عزل شبكة الغاز في منطقة الاشتعال والسيطرة الكاملة على الحريق بالتعاون مع قوات الحماية المدنية.