رئيس مجلس الادارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
معتز سليمان
مدير التحرير
نصر نعيم

عين على غزة وأخرى على أوكرانيا.. ترامب يزور الشرق الأوسط بثقل اقتصادي ورسائل استراتيجية

ولي العهد السعودي
ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والرئيس الأمريكي ترامب

زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى السعودية، في مستهل جولة إقليمية تشمل قطر والإمارات وربما تركيا، ليست مجرد تحرك بروتوكولي، بل تعكس توجهًا استراتيجيًا لإعادة تموضع الولايات المتحدة في قلب ملفات الشرق الأوسط الساخنة.

الرمزية والتوقيت

تأتي زيارة ترامب في لحظة مفصلية، حيث تشهد المنطقة اضطرابات متشابكة، من التصعيد العسكري في غزة، إلى الجمود في الملف الأوكراني، مع تزايد الحاجة إلى وساطات دولية أكثر تأثيرًا. 

اختياره للرياض كبوابة للعودة إلى الشرق الأوسط يعكس إدراكًا لدور السعودية المحوري في توازنات المنطقة، لا سيما في ظل علاقتها المتنامية مع قوى إقليمية ودولية.

الرسائل المزدوجة

الرسالة الأولى موجهة لحلفاء واشنطن في الخليج، تؤكد التزام الإدارة الأمريكية بإعادة الزخم للعلاقات الاستراتيجية مع شركائها التقليديين. 

أما الرسالة الثانية، فموجهة لخصوم الولايات المتحدة، خاصة في محور إيران – سوريا – روسيا، وتفصح عن نية ترامب في لعب دور الوسيط القوي القادر على عقد تفاهمات، أو على الأقل، تجميد النزاعات.

الاقتصاد في قلب التحركات

اصطحاب ترامب لإيلون ماسك وعدد من كبار رجال الأعمال يشير بوضوح إلى أن الدبلوماسية الاقتصادية ستكون سلاحًا رئيسيًا في عودته السياسية، ليس فقط لتعزيز الاستثمارات المتبادلة، بل لربط الأمن بالاقتصاد في المعادلة الجديدة للإقليم.

عين على غزة وأخرى على أوكرانيا

يحاول ترامب أن يلعب ورقة التهدئة في غزة لإعادة التموضع في الملف الإسرائيلي الفلسطيني، مستفيدًا من الجمود الدبلوماسي الحالي. 

وفي الوقت ذاته، يبحث عن نافذة في الملف الأوكراني عبر قمة محتملة في تركيا، قد تعيده إلى قلب طاولة الوساطة الدولية.

ووصل ترامب، صباح اليوم الثلاثاء، إلى العاصمة السعودية الرياض في زيارة رسمية هي الأولى له خارج الولايات المتحدة منذ توليه منصبه، والثانية على الصعيد الدولي بعد مشاركته في جنازة البابا فرنسيس بروما.

وكان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، رئيس مجلس الوزراء، في مقدمة مستقبلي ترامب لدى وصوله إلى مطار الملك خالد الدولي، حيث جرت مراسم استقبال رسمية، أعقبها انتقال الطرفين إلى قصر الضيافة لعقد مباحثات ثنائية أولية.

وتناولت المحادثات عددًا من الملفات الإقليمية والدولية، في مقدمتها تطورات الأوضاع في غزة، وجهود التهدئة، إضافة إلى ملف الحرب الروسية الأوكرانية، إلى جانب سبل تعزيز الشراكة الاقتصادية والاستثمارية بين البلدين.

ومن المقرر أن يشارك ترامب لاحقًا في منتدى الاستثمار السعودي الأمريكي، الذي يحضره نخبة من كبار رجال الأعمال والمسؤولين، من بينهم إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة تسلا والمستشار الاقتصادي المقرب من ترامب.

ووفق الجدول المعلن، سيواصل ترامب جولته الإقليمية بزيارة إلى قطر غدًا الأربعاء، ثم إلى الإمارات يوم الخميس، وسط أنباء عن احتمال توجهه إلى تركيا لاحقًا للمشاركة في قمة مرتقبة قد تجمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في محاولة جديدة للدفع نحو تسوية سياسية للنزاع الدائر منذ أكثر من عامين.

وتأتي زيارة ترامب إلى الشرق الأوسط في ظل تصاعد التوترات الإقليمية، مع سعي واشنطن لإعادة رسم ملامح استراتيجيتها في المنطقة، عبر دعم جهود وقف إطلاق النار في غزة، والضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للموافقة على اتفاق تهدئة جديد، بالتوازي مع المساعي الأمريكية لإنهاء الحرب الأوكرانية.

تم نسخ الرابط