مستأجرون يشعلون الجدل في النواب بآية قرآنية.. وكريمة يرد: لا يُعاقب لجهله
في مشهد غير معتاد تحت قبة البرلمان، أثار شريف عبدالسلام الجعار، المحامي بالنقض ومؤسس اتحاد مستأجري مصر، جدلًا واسعًا خلال جلسة اللجنة البرلمانية المشتركة لمناقشة تعديلات قانون الإيجار القديم، بعدما استهل كلمته بآية قرآنية أثارت اعتراضات النواب الحاضرين، وفتحت الباب أمام تساؤلات حول حدود الاستشهاد بالنصوص الدينية في النقاشات التشريعية.
قال الجعار، مؤسس اتحاد مستأجري مصر، في بداية حديثه مدافعًا عن حقوق المستأجرين: "وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِم مِّن شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِم مِّن شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ"، معتبرًا أن المستأجرين لا يطالبون بحقوق فئوية، بل يدافعون عن السلم الاجتماعي ومكتسبات دستورية واضحة.
غير أن بعض النواب، وعلى رأسهم رئيس لجنة الإسكان النائب محمد عطية الفيومي، اعترضوا بشدة على الاستشهاد بالآية، معتبرين أنها وُضعت في غير سياقها، حيث قال له: "أنت اخترت الآية غير المناسبة، من الفطنة أن تكون القاعة معك.. خد بالك دول اللي هيصوتوا"، فيما طالب نواب آخرون بعدم إدخال النصوص الدينية في نقاش تشريعي بحت.
ورد الجعار بحدة: "أنا مش على قناة فضائية... أنا أمام مشرّعين، والدستور نصّ صراحة على أن الشريعة الإسلامية مصدر رئيسي للتشريع"، وطالب بعدم مقاطعته.
أزهري: الاستشهاد في غير موضعه
من جانبه، علّق الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، قائلًا إن الاستشهاد بالنصوص الشرعية يجب أن يكون في موضعه الصحيح، معتبرًا أن الآية التي ذكرها الجعار وردت في سياق مختلف تمامًا؛ إذ نزلت في مشركي قريش الذين طلبوا من النبي صلى الله عليه وسلم أن يطرد ضعفاء المسلمين من مجلسه.
ومع ذلك، أكد كريمة، في حديثه لـ«تفصيلة»، أن الجعار "لا يُلام ولا يُعاقب"، موضحًا أنه ليس متخصصًا في علوم الشريعة، وربما اجتهد في غير موضع، مشددًا: "النية الطيبة لا تكفي وحدها، لكن لا يجوز معاقبة من لا يعلم".
