إسرائيل تعتزم توسيع ضرباتها في اليمن وتدرس استهدافات مباشرة في إيران

يعتزم جيش الاحتلال توسيع عملياته العسكرية في اليمن، مع بحث خيارات لضرب أهداف مباشرة داخل إيران، وذلك في أعقاب تصاعد الهجمات الصاروخية من جانب جماعة الحوثي، التي أعلنت مؤخراً استهداف مطار بن جوريون الدولي بصاروخ باليستي فرط صوتي.
ورغم إعلان تل أبيب اعتراض الصاروخ وعدم وقوع إصابات، إلا أن الحادثة أثارت حالة من الذعر في الداخل الإسرائيلي، في وقت تتزايد الانتقادات للحكومة بسبب ما وُصف بضعف تعاملها مع تهديد الحوثيين المتصاعد.
تهديدات وردود فعل
توعد وزير جيش الاحتلال يسرائيل كاتس برد قوي وواسع النطاق على الهجمات الحوثية، في حين نقلت وسائل إعلام عبرية عن مصادر أمنية تأكيدها أنه لن تكون هناك قيود على العمليات الإسرائيلية في اليمن، مع الإشارة إلى أن إيران لن تبقى بمنأى عن الرد، في إشارة إلى اتهامات بأن الصواريخ الحوثية ذات منشأ إيراني.
وأفادت التقارير أن إسرائيل تدرس تكثيف غاراتها على البنية التحتية ومنصات إطلاق الصواريخ في اليمن، إلى جانب توجيه ضربات مباشرة إلى أهداف داخل إيران، في ظل تصعيد غير مسبوق بين الطرفين منذ مطلع 2024.
تصعيد ميداني وإقليمي
جاء الهجوم الحوثي الأخير بعد أيام من غارات إسرائيلية استهدفت العاصمة اليمنية صنعاء، وأسفرت عن مقتل 7 مدنيين وإصابة أكثر من 90 آخرين، بحسب ما أعلنت جماعة الحوثي، التي تعهدت بمواصلة استهداف العمق الإسرائيلي نصرة لغزة، على حد تعبيرها.
وتشهد المنطقة تصعيدًا متزايدًا في المواجهة بين إسرائيل ومحور المقاومة، إذ تبادلت طهران وتل أبيب أربع ضربات مباشرة منذ أبريل الماضي، أبرزها استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق، واغتيال قياديين بارزين من حماس.
اضطرابات داخلية في إسرائيل
أثار سقوط الصاروخ الأخير في محيط مطار بن غوريون حالة من الهلع، دفعت ملايين الإسرائيليين إلى الملاجئ، وأوقفت حركة الطيران مؤقتًا.
كما أعلنت مجموعة لوفتهانزا للطيران تمديد تعليق رحلاتها من وإلى تل أبيب حتى 18 مايو، لتنضم إلى عدد من شركات الطيران العالمية التي اتخذت إجراءات مماثلة منذ الأحد الماضي.
على الصعيد السياسي، شن زعيم المعارضة يائير لابيد هجومًا على حكومة بنيامين نتنياهو، داعيًا إلى ضرب البنية التحتية في اليمن وتصفية الخبراء الإيرانيين هناك، متهمًا الحكومة بالتردد والعجز.
اتفاق حوثي–أميركي لا يشمل إسرائيل
في سياق موازٍ، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأحد الماضي، التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع الحوثيين بوساطة عمانية، وهو الإعلان الذي فاجأ الأوساط الإسرائيلية.
لكن جماعة الحوثي أكدت لاحقاً أن الاتفاق لا يشمل إسرائيل، وأن عملياتها ضدها ستستمر طالما استمرت المجازر في غزة.
ويأتي هذا في وقت تواصل فيه إسرائيل، بدعم أمريكي، حربها على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، والتي خلّفت حتى الآن أكثر من 172 ألف شهيد وجريح، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود.