"بلبن" من التسمم إلى التدخل الرئاسي.. كامل الوزير يكشف كواليس الأزمة

في تطور جديد لأزمة سلسلة محلات "بلبن"، كشف الفريق كامل الوزير، نائب رئيس الوزراء ووزير النقل والصناعة، تفاصيل ما جرى خلف الكواليس، متهمًا بعض الإعلاميين بإثارة الفتنة ثم التزام الصمت بعد تدخل الدولة لحل الأزمة وعودة الأمور إلى طبيعتها.

البداية من السعودية.. وصدمة في مصر

أزمة "بلبن" بدأت خارج الحدود، وتحديدًا في السعودية، حيث تم الإبلاغ عن حالات تسمم مرتبطة بمحلات الشركة. 

وسرعان ما انتقلت الأزمة إلى مصر، بعدما اكتشفت فرق التفتيش التابعة لوزارة الصحة مخالفات صحية خطيرة داخل الفروع المنتشرة في عدد من المحافظات، دفعت الجهات المختصة لاتخاذ قرار بإغلاقها لحين تصحيح الأوضاع.

مخاوف على مصير آلاف العاملين

مع تصاعد الأزمة، تساءل الرأي العام عن مصير أكثر من 25 ألف عامل يعملون لدى سلسلة المحلات في مصر، وسط حالة من الجدل والقلق على مستقبل الشركة التي واجهت اتهامات تتعلق باستخدام مواد غير مطابقة للمواصفات القياسية وضرائب متأخرة ومخالفات تنظيمية.

السيسي يدخل على خط الأزمة

وفي ظل هذا التوتر، تدخل الرئيس عبد الفتاح السيسي شخصيًا لمتابعة الأزمة وتوجيه الحكومة بسرعة حلها.

ووفقًا لما أعلنه الفريق كامل الوزير، فإن الرئيس شدد على أهمية تفادي أي إيحاء بأن مصر تعادي الاستثمار أو المستثمرين، مشيرًا إلى أن ما تم لم يكن إغلاقًا للمصانع، بل تعليقًا مؤقتًا لبعض مراكز البيع لحين تصحيح المخالفات.

عودة العمل بعد الالتزام بالشروط

بعد تفتيش الجهات الرقابية والتأكد من التزام الشركة بتعليمات الصحة والسلامة، تم الإعلان رسميًا عن إعادة فتح الفروع داخل مصر وخارجها، وتحديدًا في السعودية، بعد أن عالجت "بلبن" الملاحظات الفنية المطلوبة، والتي وصفها الوزير بأنها "غير جسيمة".

وأكد الوزير أن الوزارة طالبت فقط بزيادة بعض إجراءات الأمان، منها توفير ماكينة بَسترة داخل المصانع لضمان أقصى درجات السلامة الغذائية، معتبراً أن هذه المصانع "نموذج للنظافة والانضباط".

صوت عالٍ وقت الأزمة وصمت بعد الحل

وفي تصريح لافت، انتقد الوزير أداء بعض الإعلاميين الذين سلطوا الضوء على الأزمة في بدايتها، لكنه لامهم على صمتهم التام بعد تدخل الدولة وحل المشكلة.

وقال الوزير: "كان من المفروض على الإعلامي اللي طلع واتكلم وقت الأزمة، يطلع كمان لما المشكلة اتحلت، لكن للأسف، لما الدولة اشتغلت محدش جاب سيرة".

وأضاف أن الإعلام يجب أن يكون داعمًا للدولة في توضيح الحقائق، وليس أداة لإثارة الفتن أو نشر الذعر، مؤكدًا أن الرئيس السيسي أعطى توجيهات صريحة بعدم التهاون مع الأخطاء، ولكن أيضًا بعدم الظلم للمستثمرين الجادين.

أزمة وعدّت

رغم مرور العاصفة، إلا أن أزمة "بلبن" تفتح الباب لمراجعة العلاقة بين الإعلام والمستثمرين من جهة، والحكومة والرأي العام من جهة أخرى. 

بينما يسعى الجميع لحماية صحة المواطنين، تظل المهنية الإعلامية والعدالة التنظيمية ضرورات لا تقل أهمية عن الإجراءات الصحية ذاتها.