بدعم التوترات العالمية.. الذهب والفضة يحققان مكاسب تاريخية خلال عام 2025
شهد عام 2025 تحولًا استثنائيًا في أسواق المعادن النفيسة، بعدما تحولت هذه الأصول من ملاذات تقليدية إلى محركات رئيسية للعائد الاستثماري، فقد سجل الذهب والفضة مكاسب تاريخية، مدعومة بمزيج من التوترات الجيوسياسية، والتحولات النقدية العالمية، والطلب الصناعي المتسارع، في وقت أعاد فيه المستثمرون تقييم أدوات التحوط والحفاظ على القيمة مع تزايد حالة عدم اليقين في الاقتصاد العالمي.

صعود مدفوع بالتحوط
تربع الذهب على صدارة المشهد خلال 2025، محققًا ارتفاعًا تجاوز 65% منذ بداية العام، في واحد من أقوى أدائه السنوي منذ عقود، ويرجع خبراء هذا الصعود إلى مشتريات مكثفة من البنوك المركزية، التي واصلت تعزيز احتياطاتها من المعدن الأصفر، إلى جانب إقبال الأفراد والمؤسسات على الذهب كوسيلة تحوط في مواجهة الاضطرابات الجيوسياسية وتزايد المخاوف المرتبطة بالديون السيادية وتقلبات العملات.
ويرى محللون أن الذهب لا يزال يحتفظ بجاذبيته خلال 2026، خاصة مع توقعات خفض أسعار الفائدة الأميركية وتراجع عوائد السندات، ما يقلل من جاذبية الأدوات ذات الدخل الثابت ويدفع السيولة نحو الأصول البديلة.

قفزة حادة لـ الفضة
رغم البداية الهادئة نسبيًا، خطفت الفضة الأنظار في النصف الثاني من 2025، مسجلة قفزة حادة تجاوزت 150%، في أداء فاق التوقعات، ويعزى هذا الارتفاع إلى التحول المتسارع في طبيعة الطلب على الفضة، التي أصبحت عنصرًا أساسيًا في صناعات متنامية مثل الطاقة الشمسية، والسيارات الكهربائية، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي.
وعلى الرغم من اتساع الفجوة السعرية بين بورصات السلع العالمية، حافظ الطلب القوي على زخم الشراء، متجاهلًا فروق التسعير، وفي أكتوبر، تجاوزت الفضة مستويات تاريخية تعود إلى القرن الماضي، مدفوعة بمخاوف من فرض رسوم جمركية، مما أدى إلى زيادة الواردات الأميركية وحدوث قلة في المعروض داخل بورصة لندن، بالتزامن مع طلب قوي من السوق الهندية.
ويرى محللون أن مستوى 86 دولارًا للأونصة يمثل نقطة فنية محورية لسعر الفضة، وفي حال نجاحها في الاستقرار فوق هذا المستوى، قد تمتد موجة الصعود نحو حاجز 100 دولار خلال العام المقبل، وهو سيناريو يعكس التحولات الهيكلية في سوق المعدن الأبيض.

تقلبات نهاية العام
ورغم الأداء القوي على مدار العام، شهدت أسعار المعادن النفيسة ضغوطًا تصحيحية في الجلسات الأخيرة من 2025، وتراجع الذهب بنحو 0.6% ليهبط إلى ما يزيد قليلًا على 4310 دولارات للأونصة، فيما تعرضت الفضة لهبوط حاد تجاوز 5%، متأثرة بحركة الدولار وجني الأرباح بعد موجة الصعود القوية.
البلاتين ينضم إلى موجة الارتفاع
ولم يقتصر الزخم على الذهب والفضة فقط، حيث سجل البلاتين اختراقًا سعريًا كبيرا، محققًا مستوى قياسيًا جديدًا بعد سنوات من التحرك العرضي، وجاء هذا الارتفاع نتيجة شح الإمدادات العالمية، خاصة مع الاضطرابات في جنوب أفريقيا، أحد أكبر المنتجين، إلى جانب مخاوف من فرض رسوم جمركية محتملة قد تطال المعدن.



