قفزات غير مسبوقة للذهب والفضة.. ما الأسباب الرئيسية وراء تحطيم الأرقام القياسية؟
تصدرت المعادن النفيسة ومن بينها الذهب والفضة المشهد في الأسواق العالمية، مع تصاعد إقبال المستثمرين على الأصول الآمنة في ظل حالة عدم اليقين الاقتصادي وتزايد الرهانات على تحول وشيك في السياسة النقدية الأميركية.
وبينما يترقب المستثمرون قرارات مجلس الاحتياطي الفيدرالي خلال العام المقبل، دفعت توقعات خفض أسعار الفائدة وضعف الدولار أسعار الذهب والفضة إلى تسجيل مستويات غير مسبوقة، في موجة صعود تعكس تغيرًا واضحًا في شهية المخاطرة العالمية.

الذهب يواصل تحطيم الأرقام القياسية
وسجل الذهب مستويات تاريخية جديدة عند التسوية، مدعومًا بتدفقات استثمارية كثيفة نحو الملاذات الآمنة، وارتفع السعر الفوري للمعدن الأصفر بأكثر من 1% ليقترب من 4530 دولارًا للأونصة، بعدما لامس قممًا قياسية خلال الجلسة، فيما عززت العقود الآجلة مكاسبها مع تزايد القناعة بأن دورة التشديد النقدي في الولايات المتحدة تقترب من نهايتها.
ويعكس الأداء السنوي للذهب حالة استثنائية، حيث حقق مكاسب قوية منذ بداية 2025، مع تسجيله أعلى وتيرة صعود سنوية منذ عقود، هذا الزخم يعكس مزيجًا من العوامل، في مقدمتها القلق الجيوسياسي، وتباطؤ بعض الاقتصادات الكبرى، إلى جانب التحوط من تراجع العائد الحقيقي على الأصول النقدية.
الفضة تتفوق بدعم الطلب الصناعي
ولم يقتصر الصعود على الذهب وحده، لكن خطفت الفضة أيضا الأضواء بقفزة حادة دفعتها إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق، وجاء هذا الأداء مدفوعًا بنقص الإمدادات العالمية، وتراجع المخزونات، فضلًا عن الطلب الصناعي المتزايد، خاصة من قطاعات الطاقة المتجددة والتكنولوجيا.
كما عزز إدراج الفضة ضمن قائمة المعادن الحرجة في الولايات المتحدة من جاذبيتها الاستثمارية، لتتحول من معدن صناعي تقليدي إلى أصل استراتيجي يجمع بين الاستخدام الصناعي والتحوط الاستثماري.

السياسة النقدية ترفع جاذبية المعادن
وجاء تراجع الدولار الأميركي أحد أبرز محركات صعود المعادن النفيسة، الذي استقر قرب أدنى مستوياته في شهرين، وهذا الضعف جاء بالتوازي مع تصاعد توقعات الأسواق بقيام الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة أكثر من مرة خلال العام المقبل، في محاولة لدعم النمو الاقتصادي، كما زادت أسعار الفائدة المنخفضة من جاذبية الأصول التي لا تدر عائدًا، مثل الذهب والفضة، مما يعزز الطلب عليها ويمنحها دفعة إضافية.
مكاسب البلاتين والبلاديوم
وإلى جانب الذهب والفضة، حقق كل من البلاتين والبلاديوم مكاسب ملحوظة، مستفيدين من تحسن شهية المستثمرين تجاه المعادن النفيسة عمومًا، ومن توقعات بانتعاش الطلب الصناعي خلال الفترات المقبلة.



