رئيس مجلس الإدارة
رضا سالم
رئيس التحرير
نصر نعيم

دراسة تكشف: الآباء لديهم طفل مفضل والعلامات قد تفاجئك

الطفل المفضل
الطفل المفضل

لطالما اعتُبر الحديث عن وجود «طفل مفضل» داخل الأسرة من المحرمات التربوية التي يرفض كثير من الآباء الاعتراف بها، إذ يصر معظمهم على أنهم يمنحون أبناءهم القدر نفسه من الحب والاهتمام. 

غير أن دراسة حديثة أعادت فتح هذا الملف الحساس، كاشفة أن الواقع قد يكون مختلفًا، وأن التفضيل بين الأبناء ظاهرة شائعة في عدد كبير من الأسر.


أرقام صادمة خلف الكواليس


وأظهرت نتائج الدراسة أن نسبة كبيرة من الآباء تميل ولو بشكل غير واعٍ  إلى تفضيل أحد الأبناء، إذ أقر نحو 70% من الأمهات و74% من الآباء بوجود نوع من المحاباة بحسب تايمز أوف إنديا.

 وغالبًا ما ينال هذا التفضيل الطفل البِكر أو الأصغر سنًا، فيما يظل الاعتراف العلني بالأمر نادرًا، رغم أن السلوكيات اليومية تكشفه بوضوح.


لماذا يظهر «الطفل المفضل»؟


الدراسة أوضحت أن التفضيل لا يعني بالضرورة حبًا أكبر، بل يرتبط بعوامل نفسية وعملية، من أبرزها:
تشابه الشخصيات: يميل الآباء إلى الطفل الأقرب إليهم في الطباع أو الاهتمامات أو طريقة التفكير.

سهولة التعامل: يُفضَّل الطفل الهادئ أو المطيع لأنه يسبب ضغوطًا أقل داخل المنزل.

الإنجاز والنجاح: في بعض الحالات، يحظى الطفل المتفوق دراسيًا أو رياضيًا بمكانة خاصة لأنه يعزز شعور الوالدين بالفخر.


علامات غير مباشرة تكشف التفضيل
 

ورغم أن الآباء قد لا يلاحظونها، فإن الأبناء يشعرون بهذه العلامات بقوة، ومن بينها:
التساهل في القواعد والعقوبات مقارنة بإخوته.


دعم مالي وعاطفي أكبر أو تخصيص وقت أطول للاستماع لمشكلاته.


لغة الجسد مثل الميل نحوه أثناء الحديث، أو نبرة صوت أكثر دفئًا وحنانًا.


آثار نفسية على الأبناء غير المفضلين
وحذرت الدراسة من أن الشعور بعدم التفضيل يترك آثارًا عميقة وطويلة الأمد، أبرزها:

تراجع الثقة بالنفس والشعور بعدم الكفاءة.

توتر العلاقات بين الإخوة ونشوء منافسة غير صحية قد تمتد إلى مرحلة البلوغ.

مشكلات سلوكية قد تظهر في صورة تمرد أو افتعال أزمات لجذب الانتباه.


نصائح الخبراء: كيف نحمي توازن الأسرة؟
 

يؤكد خبراء التربية أن التعامل الذكي مع هذه الظاهرة يبدأ بـ:


الوعي الذاتي والاعتراف بوجود الميل ومحاولة ضبطه.
تخصيص وقت فردي لكل طفل على حدة ليشعر بالاهتمام والاحتواء.
تجنب المقارنات بين الأبناء مهما كانت النوايا حسنة.
العدل لا المساواة؛ فالمساواة المطلقة قد تكون مستحيلة، لكن العدل في العطاء والاهتمام هو الأساس.
 

التفضيل بين الأبناء قد يكون ميلاً إنسانيًا غير مقصود، لكن الذكاء التربوي الحقيقي يكمن في عدم إظهاره، والعمل على حماية التوازن النفسي والعاطفي لجميع الأبناء، بما يضمن أسرة أكثر استقرارًا وصحة.

تم نسخ الرابط