مواقع التواصل تفسد أبناءنا؟.. خبير أمن معلومات يطلق تحذيرًا صادمًا
في ظل الطفرة الهائلة التي تشهدها مواقع التواصل الاجتماعي، وتحول الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية إلى جزء لا يتجزأ من الحياة اليومية للأطفال والمراهقين، تتزايد المخاوف المجتمعية من التأثيرات السلبية لهذا العالم المفتوح على وعي وسلوك الأبناء فبين محتوى غير ملائم، ومنصات تروج للمقامرة، ومواقع إباحية بات الوصول إليها أسهل من أي وقت مضى، يجد الآباء أنفسهم أمام تحدٍ حقيقي يتمثل في كيفية حماية أبنائهم دون عزلهم عن الواقع الرقمي.
خبير أمن المعلومات: الرقابة الأسرية ضرورة لا رفاهية
أكد وليد حجاج، خبير أمن المعلومات، أن متابعة الأبناء لم تعد خيارًا يمكن تجاهله، بل أصبحت ضرورة ملحة تفرضها طبيعة المرحلة الراهنة.
وأوضح أن ترك الأطفال والمراهقين يتصفحون الهواتف المحمولة دون رقابة يفتح الباب أمام مخاطر جسيمة قد تؤثر على سلوكهم ونموهم النفسي والأخلاقي.
وأشار حجاج إلى أن المسؤولية الأولى تقع على عاتق الأسرة، التي يجب أن تكون على دراية كاملة بما يشاهده الأبناء، وما هي المواقع والتطبيقات التي يستخدمونها، خاصة في ظل اعتماد الأطفال المتزايد على الإنترنت في الترفيه والتواصل وحتى التعلم
موقف حاسم من المواقع الإباحية ومنصات المراهنات
وشدد خبير أمن المعلومات على رفضه القاطع لفكرة ترك المواقع الإباحية ومنصات المراهنات دون حجب أو قيود، معتبرًا أن هذه المنصات تشكل خطرًا مباشرًا على وعي الجيل الحالي من الشباب.
وأوضح أن التعرض المبكر لمثل هذا المحتوى قد يؤدي إلى تشوهات فكرية وسلوكية، فضلًا عن اعتياد أنماط خاطئة في التعامل مع المال والعلاقات الإنسانية.
وأضاف أن بعض الأصوات التي تنادي بترك هذه المواقع دون رقابة بدعوى الحرية الشخصية تتجاهل الفارق الكبير بين النضج العقلي للأطفال والبالغين، مؤكدًا أن الحماية في هذه المرحلة العمرية واجب أخلاقي وتربوي لا يقبل الجدل.
«الكنترول الرقمي».. أدوات تقنية في يد الأسرة
وأوضح وليد حجاج أن الحل لا يكمن فقط في المنع المباشر، وإنما في استخدام ما وصفه بـ«الكنترول الرقمي»، أي تفعيل أدوات الرقابة الأبوية المتاحة على الهواتف المحمولة والأجهزة اللوحية. هذه الأدوات تتيح للآباء تحديد نوعية المحتوى المسموح به، والتحكم في مدة استخدام الإنترنت، فضلًا عن حجب المواقع الخطرة تلقائيًا.
وأشار إلى أن أنظمة التشغيل الحديثة توفر بالفعل خيارات متقدمة للرقابة، لكنها تحتاج إلى وعي ومعرفة من جانب أولياء الأمور، الذين قد يجهلون في كثير من الأحيان كيفية تفعيل هذه الخصائص والاستفادة منها بالشكل الأمثل.
الذكاء الاصطناعي شريك جديد في حماية الأبناء
وفي تطور لافت، أكد خبير أمن المعلومات أن الذكاء الاصطناعي بات يلعب دورًا متزايد الأهمية في مساعدة الآباء والأمهات على التعامل مع التكنولوجيا الحديثة. فبفضل تقنيات التحليل الذكي، يمكن للتطبيقات الحديثة رصد السلوك الرقمي للأطفال، والتنبيه إلى أي محتوى غير مناسب أو أنماط استخدام مقلقة.
وأوضح أن الذكاء الاصطناعي لا يقتصر دوره على الحجب فقط، بل يمتد إلى تقديم تقارير دورية للأسرة حول طبيعة المحتوى الذي يتعرض له الأبناء، ومدى توافقه مع أعمارهم واحتياجاتهم النفسية، ما يساعد على التدخل المبكر قبل تفاقم المشكلات.
توازن مطلوب بين الرقابة والحوار
ورغم التأكيد على أهمية الرقابة التقنية، شدد وليد حجاج على أن الحماية الحقيقية لا تتحقق بالأدوات وحدها، بل تحتاج إلى حوار دائم بين الآباء والأبناء، فالتوعية بمخاطر الإنترنت، وبناء الثقة، وتعليم الأبناء كيفية الاستخدام الآمن للتكنولوجيا، تمثل خطوط الدفاع الأولى في مواجهة التهديدات الرقمية.