رئيس مجلس الإدارة
رضا سالم
رئيس التحرير
نصر نعيم

مفاوضات بين موسكو وواشنطن لحل الحرب الأوكرانية.. جولة حاسمة في ميامي وتبادل اتهامات بشأن هجمات البحر الأسود

محادثات ميامي
محادثات ميامي

تبدو التحركات الدبلوماسية مشتعلة مجدداً بين موسكو وواشنطن مع انطلاق جولة جديدة من المحادثات الهادفة إلى إيجاد حل سلمي للحرب الروسية على أوكرانيا، حيث وصفت روسيا هذه المفاوضات بأنها “بناءة حتى الآن”، في وقت تتداخل فيه القضايا الأمنية والسياسية والاقتصادية، بينما تتبادل الأطراف الاتهامات بشأن محاولة إفشال جهود التسوية.

مباحثات بناءة وتأكيد روسي على جدية الحوار

يعلن كبير المفاوضين الروس كيريل ديميترييف أن المحادثات الجارية في الولايات المتحدة تسير في اتجاه إيجابي، مؤكداً لوكالة “تاس” أن المناقشات بناءة حتى الآن. 

وتوضح الوكالة أن ديميترييف، بصفته مستشاراً للرئيس فلاديمير بوتين، شارك في إطلاق هذه الجلسات التي بدأت السبت ومستمرّة حتى الأحد، ضمن مسار تفاوض جديد يعكس محاولة جدية لإيجاد مخرج سياسي للصراع المستمر منذ أكثر من ثلاث سنوات ونصف.

ميامي تتحول إلى ساحة دبلوماسية دولية

تشهد مدينة ميامي الأميركية حضور شخصيات بارزة في الملف، حيث تشمل المحادثات المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف، إضافة إلى جاريد كوشنر صهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في مؤشر على اهتمام أميركي مباشر بإدارة مسار التسوية. 

وتأتي هذه الخطوة عقب اجتماعات مهمة جرت في برلين بين دول أوروبية كبرى والولايات المتحدة وأوكرانيا، حيث يسعى الأميركيون حالياً إلى مناقشة نتائج تلك الاجتماعات مع المفاوضين الروس باعتبار واشنطن نفسها وسيطاً رئيسياً في العملية.

حضور دولي وترتيبات دقيقة لمسار التفاوض

تشير التقارير إلى مشاركة محتملة لممثلين أوكرانيين وأوروبيين، بينهم مستشار السياسة الخارجية للمستشار الألماني فريدريش ميرتس، إضافة إلى خطط لعقد اجتماع مع ويتكوف يضم ممثلين من بريطانيا وفرنسا. 

بينما توضح المعلومات أن المحادثات المباشرة بين الألمان والروس لم تكن ضمن البرنامج، في خطوة تعكس حساسية المشهد وتعدد دوائر التفاعل فيه.

اتهامات روسية لكييف بمحاولة عرقلة التسوية

يتزامن مسار التفاوض مع تصعيد في الاتهامات الروسية لكييف، حيث يعلن يوري بيليبسون، مدير القسم الأوروبي الثاني بالخارجية الروسية، أن هجمات الطائرات والزوارق المسيرة الأوكرانية على السفن التجارية في البحر الأسود تهدف إلى عرقلة تقدم العملية التفاوضية.

ويصف المسؤول الروسي هذه الهجمات بأنها “أعمال قرصنة”، مؤكداً أن روسيا ترى فيها محاولة لإفشال الجهود الجارية للتوصل إلى حلول سياسية تحظى بقبول الأطراف المعنية، مع الإشارة إلى اهتمام تركيا المباشر بنجاح هذه العملية.

تداعيات اقتصادية وأمنية تتجاوز ساحة القتال

تحذر موسكو من تأثير هذه الهجمات على المنشآت النفطية والموانئ، مؤكدة أنها لا تضرب فقط المصالح الاقتصادية لدول البحر الأسود، بل تزعزع أيضاً استقرار أسواق الطاقة العالمية.

ويأتي هذا الموقف بالتزامن مع موقف تركي واضح يرفض استهداف السفن في البحر الأسود ويشدد على ضرورة حماية الملاحة المدنية.

تبدو المفاوضات الجارية في ميامي محطة مفصلية في محاولة إنهاء الحرب الأوكرانية، وسط تقييم روسي إيجابي أولي، ودور أميركي مباشر، وتفاعل أوروبي واسع، مقابل أجواء توتر ميداني في البحر الأسود قد تؤثر على مسار العملية السياسية. 

وبين التفاؤل الحذر والتعقيدات الواقعية، يبقى السؤال مطروحاً: هل تقود هذه محادثات ميامي إلى اختراق حقيقي في الأزمة الأوكرانية أم تظل مجرد جولة جديدة في مسار طويل من المفاوضات؟

تم نسخ الرابط