رئيس مجلس الإدارة
رضا سالم
رئيس التحرير
نصر نعيم

الكلاب الضالة تشعل الجدل في مصر.. استراتيجية جديدة بلا قتل ولا حبس

الكلاب الضالة
الكلاب الضالة

في خطوة تعكس تغيرًا جذريًا في فلسفة إدارة واحدة من أكثر القضايا المجتمعية والبيئية حساسية، بدأت الدولة المصرية تطبيق استراتيجية وطنية شاملة للتعامل مع ظاهرة الكلاب الضالة، تقوم على أسس علمية وإنسانية، بعيدًا عن الحلول التقليدية التي أثبتت فشلها عبر عقود طويلة. هذه الاستراتيجية لا تستهدف فقط تقليص أعداد الكلاب في الشوارع، بل تسعى إلى تحقيق توازن دقيق بين سلامة المواطنين، والاعتبارات البيئية، وحقوق الحيوان.


براء المطيعي تكشف ملامح التعاون بين الدولة والمجتمع المدني

كشفت براء المطيعي، مستشار اتحاد جمعيات الرفق بالحيوان، عن تفاصيل التعاون الجاري بين مؤسسات الدولة ومنظمات المجتمع المدني، مؤكدة أن تبني الدولة رسميًا لهذه الاستراتيجية يمثل نقطة تحول مفصلية في مسار التعامل مع الملف. 

وأوضحت أن الاعتراف بها كسياسة عامة معتمدة يمنحها قوة تنفيذية حقيقية، ويُخرجها من إطار المبادرات المحدودة إلى نطاق العمل المؤسسي المنظم.

وخلال حديثها، أكدت المطيعي أن الدولة لم تعد تنظر إلى القضية باعتبارها عبئًا أمنيًا أو صحيًا فقط، بل باتت تتعامل معها كملف بيئي ومجتمعي متكامل، يتطلب حلولًا طويلة الأمد، لا إجراءات وقتية.

من المبادرات الفردية إلى العمل المؤسسي

وأشارت مستشار اتحاد جمعيات الرفق بالحيوان إلى أن الجهود السابقة، رغم إخلاص القائمين عليها، ظلت محدودة الأثر لاعتمادها على الجمعيات الأهلية والمتطوعين فقط، دون غطاء رسمي شامل ومع دخول الدولة على خط التنفيذ، باتت هناك إمكانات أوسع تشمل التنسيق بين الجهات المعنية، وتوفير الموارد، ووضع آليات متابعة وتقييم مستمرة.

هذا التحول، بحسب المطيعي، سيُظهر نتائجه تدريجيًا مع اتساع نطاق التطبيق، خاصة في المحافظات الأكثر تضررًا من الظاهرة، حيث تتداخل الكثافة السكانية مع المساحات المفتوحة.

مفاهيم خاطئة تُعقّد الأزمة

وسلطت المطيعي الضوء على عدد من المفاهيم المغلوطة المنتشرة بين المواطنين، وفي مقدمتها الاعتقاد بأن الحل الأمثل يتمثل في جمع جميع الكلاب الضالة ونقلها إلى دور إيواء ووصفت هذا الطرح بأنه غير واقعي من الناحية العملية، مؤكدة أنه لا توجد دولة في العالم قادرة على استيعاب جميع الكلاب في أماكن مغلقة.

وأضافت أن هذا النهج يحمل مخاطر جسيمة، سواء من حيث التكلفة الباهظة، أو من حيث التأثير السلبي على البيئة، فضلًا عن ما قد يسببه من أزمات صحية داخل أماكن الإيواء نفسها.

التوازن البيئي.. الغائب الحاضر في النقاش العام

وأوضحت المطيعي أن اختفاء الكلاب من الشوارع في بعض الدول لا يعني القضاء عليها نهائيًا، وإنما يرجع إلى اختلاف الظروف الجغرافية والبيئية فلكل دولة نظامها البيئي الخاص، ولكل كائن دور يؤديه داخل هذا النظام.

وأكدت أن وجود الكلاب في البيئة المصرية، خاصة في المحافظات ذات الظهير الصحراوي، يلعب دورًا في الحفاظ على التوازن البيئي، من خلال الحد من انتشار بعض القوارض والكائنات الضارة، مشددة على أن التعامل مع الظاهرة يجب أن يكون بمنطق الإدارة الرشيدة لا الإزالة الكاملة.

تم نسخ الرابط