رئيس مجلس الإدارة
رضا سالم
رئيس التحرير
نصر نعيم

واشنطن تراهن على حكومة لبنانية قوية ونزع سلاح حزب الله.. مفاوضات الناقورة تفتح باب الأمل

جنوب لبنان
جنوب لبنان

تشهد الساحة اللبنانية الإسرائيلية حراكاً دبلوماسياً غير مسبوق بعد استئناف المفاوضات المباشرة برعاية أميركية في الناقورة، وسط آمال أميركية واضحة بأن تقود هذه الجهود إلى تشكيل حكومة لبنانية قوية وقادرة على فرض سيادتها، بالتزامن مع الدفع نحو نزع سلاح حزب الله وتعزيز الاستقرار جنوب البلاد. 

التصريحات الأميركية الأخيرة عكست رغبة واضحة في منع تفاقم الصراع وإيجاد مسار سياسي وأمني متكامل يضمن هدوء الحدود ويعيد الثقة لسكان المناطق المتضررة.

واشنطن تعلن آمالها وتربط الاستقرار بحكومة قوية

أعرب وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو عن أمل بلاده في أن تثمر المحادثات الجارية بين لبنان وإسرائيل عن صياغة مسار واضح يمنع الانزلاق نحو مواجهة أوسع.
روبيو أكد في مؤتمر صحافي من واشنطن أن الولايات المتحدة تتطلع إلى أن تفضي هذه الجهود إلى تشكيل حكومة لبنانية قوية قادرة على فرض سلطتها ونزع سلاح حزب الله، معتبراً أن أي تقدم حقيقي يحتاج إلى رؤية سياسية واضحة تدعم المسار الأمني.

اجتماعات الناقورة تعزز الحوار وتدعم الاستقرار

شهدت منطقة الناقورة جنوب لبنان جولة جديدة من محادثات لجنة مراقبة وقف إطلاق النار، المعروفة بـ“الميكانيزم”، حيث عُقد الاجتماع الخامس عشر بمشاركة عسكرية ومدنية.

بيان السفارة الأميركية في بيروت أكد استمرار الجهود المنسقة لدعم الاستقرار والتوصل إلى وقف دائم للأعمال العدائية، مشيراً إلى أن الوفود العسكرية قدمت مستجدات عملياتية وناقشت آليات تعزيز التنسيق المشترك.
إجماع واضح ظهر على أهمية تعزيز قدرات الجيش اللبناني، بصفته الضامن الأمني الأساسي جنوب الليطاني، بما يضمن تنفيذ أي تفاهمات مستقبلية بشكل فعّال.

تركيز على عودة السكان وإعادة الإعمار

عمل المشاركون المدنيون خلال الاجتماع على مناقشة الظروف اللازمة لعودة آمنة للسكان إلى مناطقهم، إلى جانب الدفع بملفات إعادة الإعمار ومعالجة الأولويات الاقتصادية.
التأكيد جاء واضحاً بأن التقدم السياسي والاقتصادي يشكل عاملاً حاسماً لترسيخ المكاسب الأمنية وتحقيق سلام دائم، مع التشديد على ترابط المسارين الأمني والسياسي كشرط أساسي لاستقرار طويل الأمد.

إسرائيل تربط الأمن بنزع سلاح حزب الله

كشف مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الاجتماع جاء ضمن إطار حوار أمني دولي برعاية أميركية، مؤكداً أن إسرائيل تسعى لضمان نزع سلاح حزب الله عبر الجيش اللبناني.

البيان أوضح مناقشة مبادرات اقتصادية تهدف إلى إبراز المصلحة المتبادلة في إزالة ما تصفه إسرائيل بتهديد حزب الله، بما يعزز الأمن على جانبي الحدود.
حضور منسقة الأمم المتحدة في لبنان جينين بلاسخارت والمبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس منح الاجتماع بعداً دولياً واضحاً يعكس أهمية المرحلة.

عودة المفاوضات بعد عقود

شهدت الناقورة في الثالث من ديسمبر أولى محادثات مباشرة بين لبنان وإسرائيل منذ عقود، بمشاركة مدنية غير مسبوقة منذ عام 1983.

تاريخياً، خاض الجانبان مفاوضات بعد الاجتياح الإسرائيلي عام 1982 انتهت باتفاق 17 مايو، قبل أن يتم إلغاؤه لاحقاً. 

اليوم تعود المحادثات في ظروف سياسية وأمنية أكثر تعقيداً، لكن بآمال معلقة على إمكانية بلورة صيغة جديدة تمنح الجنوب استقراراً حقيقياً وتفتح مساراً سياسياً مختلفاً.

تم نسخ الرابط