خفض الفائدة المتوقع في 2026.. كيف يعيد تشكيل أسواق الذهب والفضة والعملات؟
تسود حالة من الترقب في الأسواق المالية مع تصاعد التوقعات بشأن دخول البنوك المركزية في دورة تيسير نقدي خلال السنوات المقبلة، بعد فترات طويلة من التشديد ورفع أسعار الفائدة.
وتكتسب هذه التوقعات أهمية خاصة لما تحمله من تأثيرات مباشرة على أسواق الذهب والفضة والعملات، التي تعد من أكثر الأصول حساسية لتحركات الفائدة واتجاهات التضخم والسيولة.
خفض 5 % خلال 2026
وتوقع محمد الإتربي، رئيس مجلس إدارة البنك الأهلي المصري، أن تشهد أسعار الفائدة تراجعًا قد يصل إلى نحو 5% خلال عام 2026، مستندًا إلى مؤشرات تتعلق بانخفاض معدلات التضخم وتحسن الأوضاع الاقتصادية واستقرار السياسة النقدية.
ووفق هذه الرؤية، نصح الإتربي العملاء بالاستفادة من المستويات المرتفعة الحالية للعائد على الشهادات الادخارية طويلة الأجل، قبل بدء مرحلة خفض الفائدة التي قد تقلص العوائد المستقبلية، مؤكدًا أن المرحلة المقبلة ستشهد تغيرًا في خريطة الادخار والاستثمار.

دعم رئيسي للمعادن النفيسة
وفي هذا الصدد يرى الدكتور خالد الشافعي الخبير الاقتصادي، أن خفض أسعار الفائدة عادة ما يكون عامل دعم رئيسي للمعادن النفيسة، موضحًا أن تراجع العائد على أدوات الادخار يدفع المستثمرين للبحث عن بدائل تحافظ على القيمة، وعلى رأسها الذهب والفضة.
وأضاف أن الذهب يستفيد تاريخيًا من فترات الفائدة المنخفضة، خاصة مع تراجع تكلفة الفرصة البديلة للاحتفاظ به، بينما قد تشهد الفضة مكاسب أكبر نسبيًا، نظرًا لاستخداماتها الصناعية الواسعة بجانب دورها كأداة تحوط.
وأشار الشافعي إلى أن عامي 2025 و2026 قد يشهدان موجات صعود تدريجية للمعادن إذا تزامن خفض الفائدة مع استمرار الضغوط الجيوسياسية عالميًا.

تأثير متفاوت على العملات
كما أوضح الخبير الاقتصادي، أن تأثير خفض الفائدة بنسبة 5% في 2026 على العملات سيكون مختلفًا من اقتصاد لآخر.
ولفت إلى أن العملات المرتبطة باقتصادات قوية وذات موارد دولارية مستقرة قد تحافظ على قدر من الاستقرار، في حين قد تتعرض عملات أخرى لضغوط في حال لم يصاحب خفض الفائدة نمو اقتصادي حقيقي أو زيادة في تدفقات الاستثمار الأجنبي.
وأضاف الدكتور خالد الشافعي أن التوجه العالمي نحو خفض الفائدة قد يحد من قوة الدولار، وهو ما يصب في مصلحة الذهب والفضة، كما يمنح بعض العملات الناشئة فرصة لتحسين أوضاعها مؤقتًا.
إعادة ترتيب أولويات المستثمرين
وأكد الشافعي أن خفض الفائدة المتوقع في 2026، حال تحققه، سيؤدي إلى إعادة ترتيب أولويات المستثمرين، مع تراجع جاذبية العوائد الثابتة، وزيادة الإقبال على الأصول الحقيقية والمعادن النفيسة، إلى جانب تحركات انتقائية في أسواق العملات.



