عادات يومية ترفع خطر إصابة النساء بسرطانات الجهاز التناسلي
تشكل سرطانات الجهاز التناسلي عند النساء مجموعة من الأورام الخبيثة التي تصيب الأعضاء التناسلية لدى المرأة، وتشمل أنواع رئيسية هي: سرطان عنق الرحم، وسرطان الرحم، وسرطان المبيض، وسرطان المهبل.
وعلى الرغم من أن هذه السرطانات غالبًا ما تُصنّف وفقًا للعوامل الوراثية أو الفئة العمرية، فإن خبراء الصحة يحذرون من أن عادات يومية شائعة تتجاهلها كثير من النساء قد ترفع خطر الإصابة دون أن ينتبهْن لذلك.
ويؤكد الأطباء أن الوقاية من عدد كبير من هذه السرطانات ممكنة عبر إجراءات بسيطة، شريطة الوعي المبكر بعوامل الخطر.
تجاهل الأعراض… خطر صامت
تشير الدكتورة روبينا شانواز، استشارية أمراض النساء وجراحة المناظير، إلى أن كثيرًا من النساء يتعاملن مع أعراض مقلقة باعتبارها أمورًا طبيعية.
وتوضح أن سوء ممارسات النظافة الشخصية خلال الدورة الشهرية، وإهمال أعراض مثل النزيف غير المنتظم أو آلام الحوض، إضافة إلى تأجيل زيارة الطبيبة، تمثل أخطاء شائعة قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة.
وتضيف أن اضطرابات الدورة الشهرية، والنزيف بعد انقطاع الطمث، والإفرازات المهبلية غير الطبيعية، وآلام الحوض، هي مؤشرات لا ينبغي تجاهلها، إذ قد تكون علامات مبكرة لسرطانات عنق الرحم أو الرحم أو المبيض.
من جانبها، تؤكد الدكتورة نيتي رايزادا، استشارية الأورام الطبية وأورام الدم، أن عددًا كبيرًا من النساء لا يلجأن إلى المستشفى إلا بعد تفاقم الأعراض.
وتشدد على ضرورة الانتباه إلى علامات تحذيرية مثل فقدان الوزن غير المبرر، وانتفاخ البطن، وآلام الحوض، والنزيف غير المنتظم، أو التغيرات المفاجئة في عادات التبول أو التبرز.
نمط الحياة ودوره في زيادة المخاطر
يلعب نمط الحياة العصري دورًا متزايدًا في ارتفاع معدلات الإصابة بسرطانات الجهاز التناسلي الأنثوي.
قلة النشاط البدني، وسوء التغذية، والسمنة، والتوتر المزمن، تؤدي إلى اضطرابات هرمونية، ما يزيد خطر الإصابة بسرطانات الرحم والمبيض على وجه الخصوص.
كما تسهم السمنة في رفع مستويات هرمون الإستروجين، وهو عامل خطر معروف في حال عدم المتابعة الطبية.
وتوضح رايزادا أن التدخين، والإفراط في تناول الكحول، ونمط الحياة الخامل، والأطعمة غير الصحية، تخلق بيئة التهابية داخل الجسم، تسهّل نشوء التغيرات الخلوية غير الطبيعية.
ويعد استخدام التبغ من أبرز العوامل المرتبطة بزيادة خطر الإصابة بسرطان عنق الرحم والمبيض، لما له من تأثيرات سلبية على الجهاز المناعي.
الصحة الجنسية وفيروس الورم الحليمي البشري
تحذر الدراسات أيضًا من إهمال الصحة الجنسية، إذ يُعد فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) من أكثر الأمراض المنقولة جنسيًا ارتباطًا بسرطان عنق الرحم.
وينتقل الفيروس أساسًا عبر العلاقة الحميمة، بينما يسهم نقص التوعية وعدم الانتظام في استخدام وسائل الوقاية أو تلقي اللقاحات في زيادة معدلات الإصابة.

وتشدد الدكتورة شانواز على أهمية الفحوصات الدورية، مثل مسحة عنق الرحم واختبارات فيروس الورم الحليمي البشري، التي تتيح اكتشاف التغيرات الخلوية في مراحل مبكرة، قبل تحولها إلى سرطان.
تأجيل الإنجاب والعوامل الوراثية
ويشير الخبراء إلى أن تأخير الإنجاب والتعرض المطوّل لهرمون الإستروجين دون إشراف طبي قد يرفع خطر الإصابة ببعض السرطانات النسائية.
كما أن تجاهل التاريخ العائلي للأمراض الوراثية يؤدي في كثير من الأحيان إلى تأخير الفحوصات الوقائية لدى النساء الأكثر عرضة للخطر.
الوقاية… خطوة تنقذ الأرواح
رغم خطورة هذه السرطانات، يؤكد الأطباء أن الاكتشاف المبكر يفتح الباب أمام علاج فعّال ونسب شفاء مرتفعة. وتشمل الإجراءات الوقائية الأساسية: الفحوصات الدورية، والالتزام بالنظافة الشخصية خاصة أثناء الدورة الشهرية، واتباع نظام غذائي صحي، وممارسة النشاط البدني، وإدارة التوتر.
أكد على أن الاستشارة الطبية المبكرة، ومسحات عنق الرحم المنتظمة، والتطعيم ضد فيروس الورم الحليمي البشري، إلى جانب نمط حياة صحي ومتوازن، تمثل أدوات بسيطة لكنها حاسمة في تقليل خطر الإصابة.
قد تبدو بعض العادات اليومية غير ضارة، لكنها قد تتحول مع الوقت إلى عوامل خطر صامتة تهدد صحة المرأة.
وبينما يظل الخطر قائمًا، فإن الوعي المبكر والرعاية الوقائية المنتظمة يبقيان خط الدفاع الأول، وقادرين على إنقاذ حياة الكثيرات.



