رئيس مجلس الإدارة
رضا سالم
رئيس التحرير
نصر نعيم

الذهب يُشعل الأسواق.. هل يكسر سعر الأوقية حاجز الـ 5000 دولار؟

أسعار الذهب
أسعار الذهب

​شهدت أسواق الذهب العالمية والمحلية موجة صعود جامحة وغير مسبوقة خلال الفترة الأخيرة، مؤكدة مكانة المعدن النفيس كأفضل أداة للتحوط في زمن الضبابية الاقتصادية والتوترات الجيوسياسية.

ارتفاع أسعار الذهب

ففي خطوة تعكس تسارعاً جنونياً، سجلت أسعار الذهب محليًا ارتفاعًا ملحوظًا بنحو 130 جنيهًا لجرام عيار 21 خلال الأسبوع الماضي فقط، ليغلق التداولات عند مستوى 5745 جنيهًا، بالتوازي مع صعود الأوقية عالميًا بـ 100 دولار لتلامس 4299 دولارًا، مدفوعةً بالغموض الذي يكتنف المشهد العالمي.

​الذهب يسجل أداءً تاريخيًا

​وهذا الارتفاع الأسبوعي ما هو إلا امتداد لمسيرة صعود تاريخية بدأت مع مطلع العام، حيث قفزت أسعار الذهب في السوق المحلية بنحو 2005 جنيهات، محققة نموًا فلكيًا بلغ 54%. وعلى الصعيد العالمي، سجلت الأوقية ارتفاعًا بنسبة 64%، مضيفة 1675 دولارًا إلى قيمتها، محققة ما يقرب من 50 مستوى قياسيًا جديدًا، ليتوج الذهب بأفضل أداء سنوي له على الإطلاق منذ عام 1979.

 وعلى الرغم من هيمنة الذهب على المشهد، إلا أن الأداء الأكثر جنونًا كان من نصيب الفضة، التي حققت قفزة سنوية لافتة بلغت 115%، متداولة عند مستويات تاريخية غير مسبوقة، رغم تراجعها الأخير عن ذروتها.

محركات الصعود المستمرة

​تتلقى أسعار الذهب دعمًا استراتيجيًا من محركات متعددة، أبرزها التوقعات المستمرة بخفض الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة خلال الفترة المقبلة، حتى مع استمرار الضغوط التضخمية. هذا التوجه يقلص العوائد الحقيقية على السندات ويخفض تكلفة الفرصة البديلة للاحتفاظ بالذهب، الذي لا يدر عائدًا، مما يزيد من جاذبيته كـ أصل استثماري آمن. 

كما تساهم حالة عدم اليقين الاقتصادي العالمي والتوترات الجيوسياسية المشتعلة، خاصة تعثر محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا، في كبح نمو الناتج المحلي الإجمالي، مما يعزز من دور الذهب كـ أداة تحوط استراتيجية لتنويع المحافظ الاستثمارية ضد المخاطر.

الذهب أفضل توصية استثمارية طويلة الأجل

​في تأكيد على الاتجاه الصاعد، أشار بنك "جولدمان ساكس" إلى وجود فرص قوية لمزيد من الصعود في أسعار الذهب، متجاوزة توقعاته الحالية البالغة 4900 دولار للأوقية بنهاية عام 2026. 

ويعتبر البنك الذهب "أفضل توصية استثمارية طويلة الأجل في قطاع السلع"، مرجعًا هذا التفاؤل إلى الزيادة الهيكلية في مشتريات البنوك المركزية، ودورة خفض أسعار الفائدة الأمريكية المتوقعة، وانخفاض مستويات التمركز الحالية للمستثمرين.

وهذا التراكم في العوامل، بالإضافة إلى أن السوق العالمية للذهب لا تزال صغيرة نسبيًا مقارنة بغيرها من الأصول المالية، يعني أن أي تحول محدود في التدفقات الاستثمارية سيؤدي إلى ارتفاعات حادة في الأسعار.

​توقعات جريئة تصل بالأوقية إلى 5000 دولار

توقعات أسعار الذهب في 2026 

و​لا تزال التوقعات المستقبلية جريئة للغاية، حيث يستهدف عدد من المحللين وصول أسعار الذهب إلى مستوى 5000 دولار للأوقية خلال العام المقبل، في حين تتراوح التوقعات لأسعار الفضة بين 75 و 80 دولارًا، مع سيناريوهات متفائلة قد تدفعها لبلوغ 100 دولار للأوقية.

ومع استمرار حالة عدم اليقين العالمي وتزايد الطلب القوي وغير المسبوق على الذهب من قبل البنوك المركزية والقطاع الخاص، يرى المراقبون تحولًا هيكليًا في تدفقات رؤوس الأموال العالمية لصالح المعدن النفيس، مما يجعله ليس مجرد ملاذ آمن، بل محركًا رئيسيًا للاستثمار في المرحلة القادمة.

تم نسخ الرابط