منظمة الصحة العالمية تؤكد رسميًا: اللقاحات لا تسبب التوحد
في إطار جهودها المستمرة لمحاربة المعلومات المضللة التي تهدد الصحة العامة، أصدرت منظمة الصحة العالمية (WHO) بياناً حازماً يستند إلى عقود من البحث العلمي، مؤكدة أنه لا توجد أي أدلة علمية تربط بين التطعيمات وبين الإصابة بمرض التوحد.
طمأنت منظمة الصحة العالمية الآباء وبددت المخاوف التي أدت في بعض المجتمعات إلى تراجع معدلات التحصين.
الأدلة العلمية القاطعة
أوضحت الصحة العالمية أن الدراسات التي أجريت على مر العقود الماضية شملت ملايين الأطفال حول العالم.
وأكدت المنظمة على النقاط التالية:
لقاح MMR (الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية): خضع هذا اللقاح تحديداً لفحوصات مجهرية مكثفة، وأظهرت كافة البيانات الوبائية عدم وجود زيادة في خطر الإصابة بالتوحد بين الأطفال الذين تلقوا اللقاح مقارنة بمن لم يتلقوه.
الدراسات الضخمة: أشارت المنظمة إلى دراسات كبرى أجريت في دول مثل الدنمارك والولايات المتحدة واليابان، تتبعت مئات الآلاف من الأطفال لسنوات طويلة، ولم تجد أي ترابط إحصائي أو بيولوجي بين اللقاحات والتوحد.
تطرقت الصحة العالمية إلى أصل هذه المخاوف، والتي بدأت في عام 1998 بناءً على دراسة صغيرة نشرها الطبيب البريطاني السابق أندرو ويكفيلد:
دراسة معيبة: الدراسة الأصلية شملت 12 طفلاً فقط، وتم التلاعب ببياناتها لتحقيق نتائج معينة.
التراجع والسحب: قامت مجلة "The Lancet" الطبية بسحب الدراسة رسمياً بعد اكتشاف تزوير في البيانات وتعارض في المصالح.
فقدان الرخصة: تم تجريد ويكفيلد من رخصته الطبية، ولكن الادعاءات التي نشرها استمرت في الانتشار عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي لسنوات.
حقيقة مادة "الثيومرسال"
ناقشت الصحة العالمية أيضاً المخاوف المتعلقة بمادة الثيومرسال، وهي مادة حافظة تحتوي على نوع من الزئبق (إيثيل الزئبق) كانت تستخدم في بعض عبوات اللقاحات متعددة الجرعات.
وأكدت المنظمة أن "إيثيل الزئبق" يختلف تماماً عن "ميثيل الزئبق" (الموجود في بعض الأسماك والمضر بالأعصاب)، فإيثيل الزئبق يخرج من الجسم بسرعة كبيرة ولا يتراكم.
على الرغم من ثبوت سلامتها، فقد تم إزالة هذه المادة من معظم لقاحات الأطفال في العديد من الدول كإجراء احترازي لزيادة ثقة الجمهور، ومع ذلك، لم يطرأ أي تغيير في معدلات تشخيص التوحد، مما يثبت أن المادة لم تكن سبباً في الأساس.
مخاطر التخلي عن اللقاحات
حذرت منظمة الصحة العالمية من أن "التردد في أخذ اللقاحات" (Vaccine Hesitancy) المدفوع بهذه الأساطير يؤدي إلى:
عودة ظهور الأمراض الفتاكة: مثل الحصبة التي بدأت تنتشر مرة أخرى في مناطق كانت قد أعلنت خلوها منها.
تهديد حياة الأطفال: اللقاحات تحمي من إعاقات دائمة ووفيات يمكن الوقاية منها بسهولة.
أكدت منظمة الصحة العالمية، أن اللقاحات هي واحدة من أعظم إنجازات الطب الحديث وتخضع لأعلى معايير الرقابة والسلامة.
ودعت المنظمة والهيئات الصحية العالمية (مثل مركز السيطرة على الأمراض CDC) الآباء إلى استقاء المعلومات من المصادر الطبية الموثوقة والالتزام بجدول التطعيمات لحماية أطفالهم والمجتمع ككل.



