رئيس مجلس الإدارة
رضا سالم
رئيس التحرير
نصر نعيم

فقدان السمع في منتصف العمر.. عامل خطر خفي يزيد احتمالية الإصابة بالخرف

تفصيلة

كشفت دراسة حديثة، سلطت الضوء على جانب بالغ الأهمية من الصحة العامة، أن فقدان السمع خلال منتصف العمر وتحديداً بين سن 45 و65 عاماً يمثل أحد أبرز العوامل التي ترفع احتمالية الإصابة بالخرف لاحقاً. 

ووفقاً للباحثين، فإن هذا الاضطراب لا يعد مجرد تراجع حسي يحدث مع التقدم في العمر، بل يصنف كـ «عامل خطر قابل للتعديل» يمكن التدخل فيه مبكراً للوقاية من التدهور المعرفي بحسب تايمز ناو 

العلاقة بين السمع وصحة الدماغ

تشير الأبحاث الحديثة، المدعومة بتقارير طبية مرجعية مثل تقرير مجلة لانست، إلى أن فقدان السمع غير المعالج قد يساهم بما بين 7 و8% من إجمالي حالات الخرف عالمياً، ويعني ذلك أن معالجة ضعف السمع قد تكون من أقوى العوامل الوقائية التي يمكن التحكم بها.

كيف يؤدي فقدان السمع إلى الخرف؟

توضح الدراسة ثلاث آليات علمية رئيسية تربط بين ضعف السمع وتراجع القدرات الإدراكية:

1. الجهد المعرفي الزائد (Cognitive Load)

عندما يفقد الشخص جزءاً من قدرته السمعية، يضطر الدماغ إلى بذل مجهود كبير لفهم الأصوات والكلمات غير الواضحة، هذا الاستنزاف المستمر لموارد الدماغ يقلل من طاقته الموجهة إلى مهام أخرى أساسية، مثل الذاكرة والتركيز وحل المشكلات، ما يسرّع من تدهور الوظائف المعرفية.

2. تغيرات في بنية الدماغ (Brain Structure)

غياب التحفيز السمعي الكافي يؤدي مع الوقت إلى تراجع الإشارات الواردة إلى مراكز السمع في الدماغ. 

ومع هذا الخمول، قد يحدث ضمور في المناطق المسؤولة عن معالجة اللغة والذاكرة، مما يزيد من هشاشة الدماغ أمام أمراض الشيخوخة.

3. العزلة الاجتماعية 

غالباً ما يتجنب المصابون بضعف السمع التفاعل الاجتماعي خوفاً من الإحراج أو صعوبة التواصل.

 وتعد العزلة الاجتماعية من أقوى عوامل الخطر المرتبطة بالخرف، إذ يحرم الدماغ من التحفيز والتفاعل الذي يحتاجه للحفاظ على نشاطه.

الوقاية تبدأ مبكراً

تؤكد الدراسة أن الجانب الإيجابي في هذه المشكلة يكمن في إمكانية السيطرة عليها:

السماعات الطبية: أظهرت البيانات أن استخدام المعينات السمعية يقلل بشكل ملحوظ من خطر الإصابة بالخرف، لتصبح النسبة مقاربة للأشخاص الذين يتمتعون بسمع طبيعي.

الفحص المبكر: ينصح الأطباء بضرورة إجراء فحوصات دورية للسمع ابتداءً من سن الأربعين، أسوة بفحوصات النظر وضغط الدم.

رعاية الأعصاب السمعية: مثل تجنب الضوضاء العالية واستخدام وسائل الحماية عند الضرورة.

 

تشدد الدراسة على أن معالجة ضعف السمع لا تقتصر على تحسين جودة التواصل والحياة اليومية، بل تمثل خط دفاع مبكر وأساسي للحد من الإصابة بالخرف، فالتدخل المبكر قد يعيد رسم مسار الصحة العقلية في الشيخوخة بشكل كامل.

وقدمت الدراسة عدد من التوصيات:

عدم تجاهل صعوبة سماع المحادثات، خصوصاً في الأماكن المزدحمة.

استخدام سدادات الأذن في البيئات الصاخبة لحماية الأعصاب السمعية.

استشارة طبيب الأنف والأذن فور ملاحظة طنين أو تراجع في جودة السمع.

تم نسخ الرابط