لماذا نتبول أكثر في الشتاء؟.. تفسير علمي لسبب ذهابك المتكرر إلى الحمّام

مع انخفاض درجات الحرارة، يلاحظ كثير من الأشخاص تزايد عدد مرات التبول، ما يثير تساؤلات حول سبب هذه الظاهرة، وما إذا كانت مؤشرًا لمشكلة صحية أم أنها مجرد استجابة طبيعية للبرد.

في هذا السياق، قدّم الدكتور بارويز، أخصائي المسالك البولية شرحًا مفصلًا عبر منشور على حسابه في إنستجرام، أكد فيه أن هذه الظاهرة غالبًا لا تدعو للقلق، وأن لها تفسيرًا بيولوجيًا واضحًا.

الأساس البيولوجي لكثرة التبول في الشتاء

يوضح الدكتور بارويز أن ما يحدث في جسم الإنسان عند التعرض للبرد مرتبط بالجهاز العصبي المحيطي. 

عندما تنخفض درجات الحرارة، تبدأ الأوعية الدموية في الأطراف بالانقباض، ما يدفع الدم الذي كان من المفترض أن يتوزع في أنحاء الجسم إلى العودة بكثافة نحو مركزه، أي منطقة الصدر والبطن.

هذا التحول يزيد من حجم الدم المتدفق في المركز، ما يجعل الكليتين تتوهمان بأن الجسم يحتوي على كمية زائدة من السوائل.

هنا تبدأ الكليتان في رفع معدل الترشيح بسرعة لإعادة حجم الدم إلى مستواه الطبيعي، فتنتج كمية أكبر من البول المخفف، والذي يصل إلى المثانة مسببًا رغبة متكررة في التبول.

وبحسب منصة ScienceDirect، تعرف هذه الظاهرة باسم إدرار البول البارد، وهي استجابة فسيولوجية طبيعية يعاني منها كثير من الأشخاص عند التعرض للطقس البارد.

خطأ شائع يحذر منه طبيب المسالك البولية

يشير الدكتور بارويز أيضًا إلى خطأ شائع يرتكبه الكثيرون عند مواجهة التبول المتكرر في البرد، وهو تقليل شرب الماء.

 يعتقد البعض أن قلة شرب السوائل ستقلل عدد مرات الذهاب إلى الحمّام، لكن ذلك بحسب الطبيب يؤدي إلى نتيجة عكسية تمامًا.

فعندما تقل كمية الماء المتناولة، يصبح البول أكثر تركيزًا، ما يسبب الشعور بالحرقة أثناء التبول، ويُفاقم الانزعاج. لذلك، ينصح الطبيب بزيادة شرب الماء للحفاظ على رطوبة الجسم وجعل البول أقل تركيزًا، بدلًا من خفض كمية السوائل.

آلية وقائية للجسم

وفي ختام حديثه، يؤكد الدكتور بارويز أن كثرة التبول في الشتاء ليست مرضًا بحد ذاتها، بل تعد آلية دفاعية طبيعية يستخدمها الجسم لتنظيم حجم الدم والتكيف مع درجات الحرارة المنخفضة.