رسالة حازمة من بيروت إلى طهران.. لبنان يرفض الدعوة الآن ويشترط السيادة أولاً
في موقف دبلوماسي يعكس تشددًا في مقاربة العلاقات اللبنانية الإيرانية، وجّه وزير الخارجية اللبناني يوسف رجي ردًا رسميًا إلى نظيره الإيراني عباس عراقجي، اعتذر فيه عن عدم تلبية الدعوة لزيارة طهران في الوقت الراهن، مؤكّدًا أن الظروف الحالية لا تتيح عقد لقاء مباشر، رغم عدم إغلاق باب النقاش.
اعتذار لا يعني القطيعة
أوضح رجي في رسالته أن اعتذاره لا يحمل أي رفض للحوار، بل يعكس ببساطة غياب الأجواء المناسبة.
وشدد على أن التواصل يبقى متاحًا، لكن في إطار يضمن توازنًا سياسيًا ومسافة لازمة عن أي توتر داخلي أو خارجي قد ينعكس على مسار النقاش.
دعوة إلى لقاء في دولة محايدة
جدّد رجي دعوته لعراقجي لعقد اجتماع في دولة ثالثة يتم الاتفاق عليها بشكل مشترك، معتبرًا أن هذا الخيار هو الأنسب لتوفير بيئة تفاوضية هادئة وموضوعية.
ولفت إلى أن لبنان منفتح على "عهد جديد من العلاقات البناءة" مع طهران، شريطة الالتزام الكامل باحترام سيادة كل دولة وعدم التدخل في شؤونها الداخلية بأي شكل.
سيادة الدولة خط أحمر لبيروت
أكد وزير الخارجية اللبناني موقفًا واضحًا في ملف السلاح، مشيرًا إلى “قناعة ثابتة” بأن بناء دولة قوية لا يتحقق ما لم تحتكر الدولة وحدها عبر جيشها الوطني حق امتلاك السلاح وقرار الحرب والسلم.
ويأتي هذا الموقف في سياق الجدل الداخلي اللبناني بشأن سلاح القوى غير الرسمية، ما يجعل الرسالة ذات دلالة سياسية لافتة.
ترحيب دائم بزيارة عراقجي
اختتم رجي رسالته بالتأكيد على أن نظيره الإيراني يظل مرحبًا به في بيروت في أي وقت، ما يعكس حرصًا لبنانيًا على إبقاء القنوات الدبلوماسية مفتوحة، رغم خصوصية الظروف.
خلفية الدعوة الإيرانية
كانت الدعوة الأولى قد برزت بعد منشور لعراقجي على منصة "إكس" في نوفمبر الماضي، قال فيه إن رجي دعاه عبر مقابلة تلفزيونية إلى التفاوض.
وأكد حينها أن طهران "لا تتدخل في الشؤون الداخلية للبنان"، وأنها ترحب بالحوار المباشر لتطوير العلاقات الثنائية، معلنًا استعداده لزيارة بيروت إذا تلقى دعوة رسمية.
يأتي هذا السجال الدبلوماسي في توقيت بالغ الحساسية داخليًا وإقليميًا، حيث يحاول لبنان تثبيت معادلة واضحة في علاقاته الخارجية، قوامها السيادة الكاملة ومسافة متوازنة من كل الأطراف.


