إجراءات طارئة في السكة الحديد بسبب موجة الطقس السيئ
في ظل موجة الطقس السيئ التي تضرب عدة محافظات بالوجهين القبلي والبحري، وجّهت الهيئة القومية لسكك حديد مصر رسالة عاجلة إلى الجمهور، معلنة بدء تطبيق حزمة من الإجراءات الوقائية على بعض الخطوط الرئيسية القرار جاء بعد رصد استمرار هطول الأمطار وتراجع مستوى الرؤية في عدد من المناطق، الأمر الذي دفع الهيئة إلى التحرك الفوري لتأمين حركة القطارات وضمان أعلى معدلات السلامة لملايين المسافرين يومياً.
ومع ارتفاع مخاوف المواطنين من تأثير حالة عدم الاستقرار الجوي على جداول التشغيل، تحاول الهيئة التوازن بين تقديم خدمة منتظمة والحفاظ على معايير الأمان، وهو ما انعكس في إعلان رسمي تضمن تفاصيل الإجراءات والتحذيرات، إضافة إلى الاعتذار عن بعض التأخيرات المحتملة.
إجراءات سلامة استثنائية: احتياطات فورية لتقليل المخاطر
أوضحت الهيئة في بيانها أنها بدأت تفعيل منظومة السلامة الخاصة بسوء الأحوال الجوية، وهي الإجراءات التي تُطبَّق عند تزايد الضباب أو الأمطار الغزيرة أو انخفاض الرؤية على طول مسار الخطوط وتشمل هذه الإجراءات:
خفض سرعات القطارات في مناطق محددة تشهد تجمعات مياه أو ضعفاً في السيطرة البصرية.
التشغيل وفق تعليمات استثنائية من مراكز التحكم بهدف ضمان أعلى درجات التأمين.
تفعيل أكواد الطوارئ المعتمدة داخل الأبراج الرئيسية والفرعية لمتابعة حركة القطارات لحظة بلحظة.
إرسال فرق هندسية وفنية ميدانية للمرور على السكة ومراجعة المزلقانات والإشارات والمفاتيح.
وأكدت الهيئة أن هذه الإجراءات لا تستهدف تقليل عدد الرحلات أو تعطيل التشغيل، لكنها تأتي في إطار “أولوية السلامة”، خصوصاً مع احتمالات تغير حالة الطقس بشكل مفاجئ في بعض المناطق، ما يستوجب قرارات سريعة ومباشرة من غرف التحكم.
الاعتذار عن التأخيرات: إدارة الأزمة بين الخدمة والسلامة
وفي خطوة لطمأنة الركاب، أعلنت الهيئة اعتذارها المسبق عن أي تأخيرات قد تطرأ على مواعيد الرحلات نتيجة تطبيق هذه الإجراءات.
وأشارت إلى أن التأخيرات المؤقتة أصبحت أمراً متوقعاً خلال فترات الطقس غير المستقر، خاصة مع أهمية اتخاذ قرارات تبطئة حركة القطارات أو إيقافها لحين التأكد من سلامة المسار.
الهيئة شددت على أن التأخيرات ليست ناتجة عن أعطال تشغيلية، بل تأتي ضمن منظومة تأمينية واسعة هدفها منع أي مخاطر قد تنتج عن الأمطار الغزيرة أو تراكم المياه على جانبي السكة، أو تأثير الطقس على الإشارات الكهربائية.
غرف المراقبة على أهبة الاستعداد: متابعة لحظية من مراكز التحكم
أكدت الهيئة أنها تتابع حركة القطارات من خلال مجموعة من غرف التحكم والسيطرة المنتشرة على مستوى الجمهورية، سواء المراكز الرئيسية أو الفرعية. وتعمل هذه المراكز على:
تحليل بيانات الحركة في الزمن الحقيقي.
إصدار التعليمات للسائقين بالتباطؤ أو التوقف وفق مستوى الخطورة.
التنسيق مع فرق الطوارئ الميدانية لمواجهة أي مشكلة تظهر على المسار.
إجراء مراجعة دورية لحالة الإشارات ومحطات التحويل لضمان سلامة المرور.
وتشير مصادر داخل الهيئة إلى أن متخذي القرار داخل غرف التحكم يعتمدون على خرائط إلكترونية دقيقة، ورصد مستمر للأحوال الجوية بالتنسيق مع الهيئة العامة للأرصاد، ما يسمح بالتدخل الفوري في اللحظة المناسبة.
أطقم الطوارئ تتحرك: فرق هندسية وفنية لمواجهة الأمطار
أبرز ما جاء في بيان الهيئة هو جاهزية فرق الطوارئ المنتشرة على مستوى مناطق التشغيل، حيث تعمل هذه الفرق على:
إزالة أي تجمعات مياه تؤثر على السكة.
التعامل مع سقوط الأشجار أو الأجسام الصلبة على الخطوط.
فحص الكابلات الكهربائية وأجهزة الإشارات.
التأكد من عمل المزلقانات بكفاءة خلال العاصفة.
وتعكس هذه الإجراءات حرص الهيئة على تجنب تكرار أي حوادث قد تنتج عن الظواهر الجوية المفاجئة، خصوصاً في المناطق الريفية بالوجهين البحري والقبلي، التي تشهد عادة أعلى معدلات الأمطار وتجمع المياه.