رئيس مجلس الإدارة
رضا سالم
رئيس التحرير
نصر نعيم

خروج قطار روسي عن القضبان بين بشتيل وبولاق يشل حركة القطارات

محطة مصر
محطة مصر

شهدت هيئة السكة الحديد مساء اليوم حادثًا جديدًا يضاف إلى سلسلة من الوقائع التي تعيد طرح الأسئلة حول جاهزية البنية الأساسية لمواجهة الظروف الطارئة فقد خرجت عربات القطار الروسي رقم 3503، القادم من أسيوط باتجاه القاهرة، عن القضبان في المسافة بين محطتي بشتيل وبولاق الدكرور، مما تسبب في توقف حركة القطارات على هذا الخط الحيوي بشكل جزئي، وسط تباين في الروايات الأولية حول حجم الخسائر وأسباب وقوع الحادث.

الحادث الذي وقع في لحظات مفاجئة، ألقى بظلاله على مسار الرحلات في الاتجاهين، وأثار حالة من القلق بين المسافرين، فيما سارعت الأجهزة المختصة للتدخل واحتواء الموقف.

توقف جزئي وتعطّل في الاتجاهين

بحسب مصادر مطلعة داخل هيئة السكة الحديد، فإن خروج العربات عن القضبان أدى إلى تعطّل حركة القطارات في الخطين الطالع والنازل، ما تسبب في تكدس عدد من القطارات في المحطات المجاورة. 

وأفادت المصادر أن الحركة لم تتوقف بالكامل، لكنها تسير بصورة بطيئة وتحت سيطرة كاملة من غرفة التحكم لحين الانتهاء من أعمال العلاج الفني.

وشهدت محطات رمسيس وبشتيل وبولاق الدكرور تجمّعًا ملحوظًا للركاب الذين فوجئوا بتأخر القطارات، فيما انتشرت فرق الطوارئ لتأمين المنطقة ومنع اقتراب أي شخص من موقع الحادث.


الأسباب الأولية.. الأمطار تضرب استقرار السكة

رجّحت المصادر أن الأمطار الغزيرة التي شهدتها المنطقة خلال الساعات الماضية لعبت دورًا رئيسيًا في وقوع الحادث، حيث أدت إلى اختلال في حركة القطار وتسببت في انزلاق العربات عن مسارها.

وأشارت إلى أن فرق الصيانة كانت في حالة استنفار منذ بدء سوء الأحوال الجوية، لكن الضغط على الشبكة في بعض المناطق الضعيفة قد يعرضها لمثل هذه الحوادث.

وقال مسؤول فني إن “المطر قد يؤثر على تماسك القضبان مع العجل الحديدي، خاصة في المناطق ذات الانحناءات”، موضحًا أن التحقيقات الفنية ستحدد بشكل قاطع السبب الحقيقي للحادث.

تحركات عاجلة.. أوناش ثقيلة وفرق فنية لفحص السكة

أكدت المصادر أنه تم إخطار جميع الجهات المعنية فور وقوع الحادث، بما في ذلك غرفة عمليات الهيئة وشرطة النقل والمواصلات، بالإضافة إلى فرق الطوارئ الفنية.

وبدأت بالفعل عمليات الدفع بـأوناش ثقيلة لرفع العربات المتضررة وإعادتها إلى السكة، في عملية دقيقة قد تستغرق عدة ساعات.

وتزامن ذلك مع بدء المعاينة الفنية للقضبان والمنطقة المحيطة، للتأكد من سلامة البنية الأساسية قبل السماح للقطارات بعبور المكان مجددًا.

تأثيرات على الحركة.. مسافرون عالقون وجدول الرحلات يتغير

الحادث تسبب في تأخير عدد كبير من الرحلات المتجهة من الصعيد إلى القاهرة والعكس، إذ اضطرت الهيئة إلى إعادة توزيع حركة القطارات وتعديل مواعيد بعضها، في محاولة لتقليل التكدس.

وذكر ركاب عبر مواقع التواصل الاجتماعي أنهم ظلوا في القطارات لمدد تجاوزت الساعة في بعض المحطات، دون معرفة واضحة بموعد استئناف الحركة.


هل تكشف الأمطار هشاشة البنية؟.. أسئلة تنتظر إجابات

في الوقت الذي تتعامل فيه الجهات المختصة مع الحادث، يفتح خروج القطار عن القضبان بابًا واسعًا لتقييم قدرة البنية التحتية للسكة الحديد على مواجهة التقلبات الجوية.

فالمطر، رغم كونه ظاهرة طبيعية معتادة، أصبح سببًا متكررًا في عدد من الحوادث الأخيرة، ما يدفع إلى التساؤل عن مدى كفاءة الصيانة الدورية ونظام الإنذار المبكر في التعامل مع الطوارئ المناخية.

خبراء النقل يشددون على أن “تحديث السكة الحديد لا يعني فقط شراء قطارات جديدة، بل يتطلب تطويرًا شاملًا للخطوط والمفاتيح وأنظمة التحكم”.

انتظار التقرير الرسمي.. هل تُحدَّد المسؤولية؟

رغم وضوح الصورة العامة للحادث، تنتظر الرأي العام والجهات الرقابية التقرير الفني النهائي، الذي سيكشف الأسباب الحقيقية للحادث ويحدد ما إذا كان ناجمًا عن خطأ بشري، أو ضعف في البنية الأساسية، أو تأثير مباشر للأمطار الغزيرة.

وفي الوقت ذاته، تستمر عمليات رفع العربات وإعادة الحركة إلى طبيعتها، وسط توقعات بعودة التشغيل تدريجيًا خلال الساعات المقبلة.

تم نسخ الرابط