مفتي الجمهورية يشارك في افتتاح المسابقة العالمية الـ32 للقرآن الكريم
شهدت العاصمة المصرية، صباح اليوم السبت، افتتاح فعاليات النسخة الثانية والثلاثين من المسابقة العالمية للقرآن الكريم، بحضور فضيلة أ.د. نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، وعدد من كبار رجال الدولة والدعوة، تحت رعاية فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي تأتي هذه النسخة لتؤكد استمرار مصر في ريادتها العالمية في خدمة القرآن الكريم، وإبراز دورها كمنارة للعلم والتلاوة والحفاظ على الهوية الإسلامية.
الأمة الأمينة على القرآن عبر الأجيال
في كلمته خلال الافتتاح، أكد مفتي الجمهورية أن الأمة الإسلامية ستظل أمينة على القرآن الكريم، تتناقلُه جيلًا بعد جيل بالهيئة التي نزل بها، محافظين على تمامه وصيانته من التحريف أو النقصان.
وأوضح أن التلاوة الصحيحة والوراثة الأمينة للقرآن عبر القرون تظهر فضل حَمَلته ومكانتهم الرفيعة عند الله، مستشهدًا بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «اقرأ وارتقِ ورتِّل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها».
وأشار فضيلته إلى أن أهل القرآن سيظلون يتلونه في الدنيا والآخرة على الهيئة الأصلية التي أنزل بها، وأن هذه السُنّة المباركة تظهر عظمة الكتاب ورفعة مكانة من يسعى لحفظه وتعلمه وتعليمه.
القرآن: معجزة باقية وأساليب إلهية فريدة
وأوضح مفتي الجمهورية أن القرآن الكريم جاء معجزة خالدة، جامعًا بين أرقى أساليب اللغة وأصدق المعاني، مؤكدًا أن كل معنى فيه جاء في موضعه الأنسب بحكمة بالغة ونظام محكم، يعجز البشر عن محاكاته.
وأشار إلى أن القرآن يقدم الحجة والدليل معًا، ويوازن بين التعاليم والقصص والمواعظ، ليبرز صدق الوحي ويكشف دقة الرسالة النبوية، كما بينه الإمام بدر الدين الزركشي في كتابه البرهان في علوم القرآن.
وشدد فضيلته على أن الاطلاع على أسرار القرآن يزيد العبد اعترافًا بعظمته وإقرارًا بعجز البشر عن محاكاته، وأن معانيه تمثل الهداية للبشرية جمعاء، وهي مرشد في الحياة لإصلاح النفس والمجتمع وبناء القيم.
إحياء مدرسة التلاوة المصرية ومشروع دولة التلاوة
تناول مفتي الجمهورية جهود الدولة المصرية في إحياء مدرسة التلاوة المصرية من خلال مشروع دولة التلاوة، موضحًا أن المشروع يهدف إلى اكتشاف ورعاية المواهب الشابة في ترتيل القرآن الكريم وتعليمه، وتعزيز القيم والأخلاق الإسلامية.
وأشاد بصوت كبار القراء الذين خلدوا أسماءهم في التاريخ المصري والعالمي مثل: الشيخ محمد صديق المنشاوي، والشيخ محمود الحصري، والشيخ مصطفى إسماعيل، والشيخ عبد الباسط عبد الصمد.
وأكد أن المشروع يسعى لإحياء النظام الصوتي البديع للتلاوة الذي يوازن بين المد والغنّة والحركة والسكون، مانحًا التلاوة جمال الأداء وروعة الشعر، ومجددًا النشاط الذهني والروحي للسامع.
القرآن كتاب الحياة وواجب العصر
وأشار فضيلة المفتي إلى أن التفاف الأسرة المصرية حول مشروع دولة التلاوة يعكس أن القرآن الكريم لا يمكن عزله عن الحياة، وأن العودة إليه واجب العصر لمواجهة طغيان المادة وتقلبات الحياة.
وأكد أن الاطلاع على القرآن وتعلمه والعمل بتعاليمه هو السبيل لإصلاح الدنيا والقيام بالدين، وتحقيق الفلاح في الآخرة.
وشدد على أن تعلم القرآن وتعليمه باب عظيم للخير والبركة، مستشهدًا بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: «خيركم من تعلم القرآن وعلمه»، مؤكدًا أن من يقرأ القرآن ويعمل به، تُلبس والديه تاج الوقار يوم القيامة، نورًا أعظم من ضوء الشمس.
حفل الافتتاح وحضور الشخصيات البارزة
حضر الحفل إلى جانب مفتي الجمهورية، كل من فضيلة أ.د. أسامة السيد الأزهري، وزير الأوقاف، وفضيلة أ.د. محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، ومعالي د. خالد عبدالغفار، وزير الصحة والسكان، ووزراء آخرون، وعدد من سفراء الدول الإسلامية، بالإضافة إلى قيادات وزارة الأوقاف والسادة الأشراف، في مشهد يعكس وحدة الدولة والمجتمع في خدمة كتاب الله ونشر تعاليمه.