حدود مشتعلة من جديد.. تبادل نار كثيف بين باكستان وأفغانستان يعيد التوتر بعد أشهر من الهدوء الهش
تجددت المواجهات المسلحة على الحدود بين باكستان وأفغانستان، بعدما شهدت منطقة شامان سبين بولداك تبادلاً مكثفاً لإطلاق النار بين الجانبين في وقت متأخر من مساء الجمعة.
حادث أعاد إلى الواجهة التوترات المزمنة بين باكستان وأفغانستان، رغم الاتفاقات السابقة ومحاولات الوساطة التي لم تنجح في تثبيت هدنة طويلة الأمد.
اشتباكات ليلية تعيد التوتر للحدود المشتركة بين باكستان وأفغانستان
اندلع تبادل نار كثيف بين القوات الباكستانية ونظيرتها الأفغانية، بحسب ما أكده مسؤولون من الطرفين، بينما لم ترد تقارير فورية عن وقوع إصابات.
أكد المتحدث باسم رئيس الوزراء الباكستاني، مشرف زيدي، أن القوات الأفغانية أطلقت "نيراناً غير مبررة" على امتداد منطقة شامان الحدودية، مشيراً إلى أن باكستان تبقى في حالة تأهب كامل لضمان وحدة أراضيها وسلامة سكانها.
في المقابل، رد المتحدث باسم حركة طالبان الأفغانية، ذبيح الله مجاهد، باتهام القوات الباكستانية بشن هجمات في منطقة سبين بولداك التابعة لولاية قندهار، ما يعكس تبادلاً للاتهامات المعتاد في كل توتر حدودي بين باكستان وأفغانستان.
اشتباكات أكتوبر والتعهدات الهشة بين باكستان وأفغانستان
شهدت الحدود بين باكستان وأفغانستان اشتباكات دامية في أكتوبر الماضي، أسفرت عن سقوط عشرات القتلى.
وقع الطرفان بعدها اتفاقاً لوقف إطلاق النار في الدوحة، في محاولة لإعادة الهدوء إلى واحدة من أكثر النقاط سخونة في جنوب آسيا.
لكن محادثات السلام التي احتضنتها تركيا لاحقاً انهارت دون التوصل إلى أي تفاهم دائم، ما أبقى جذور الأزمة مفتوحة أمام أي شرارة جديدة.
استمرت إسلام آباد في اتهام كابل بالسماح لمسلحين بشن هجمات داخل الأراضي الباكستانية، بينما تواصل طالبان نفي تلك الاتهامات، مؤكدة التزامها بعدم السماح باستخدام أراضيها لتهديد جيرانها.
اتهامات متبادلة وقلق من تصعيد جديد
تؤكد التطورات الأخيرة هشاشة الاتفاقات السابقة وإمكانية انزلاق الوضع نحو تصعيد أوسع، خصوصاً مع غياب آليات رقابة فعّالة لوقف إطلاق النار.
تجد الحكومتان نفسيهما أمام اختبار جديد في إدارة الحدود المضطربة، بينما تتزايد المخاوف من تجدد الاشتباكات بين باكستان وأفغانستان بحدة أكبر، في ظل فشل المسارات السياسية في تهدئة التوترات المستمرة منذ سنوات.

