رئيس مجلس الإدارة
رضا سالم
رئيس التحرير
نصر نعيم

باكستان تدق ناقوس الخطر: طالبان تتحول إلى محور تهديد إقليمي ودولي

الحدود الباكستانية
الحدود الباكستانية الأفغانية تشتعل

يشعل الجيش الباكستاني جدلاً واسعاً بعدما كشف مدير عام العلاقات العامة للقوات المسلحة، الليفتنانت جنرال أحمد شريف شودري، عن تقدير أمني بالغ الخطورة تجاه نظام طالبان في أفغانستان. 

وجاء التحذير في تصريحات مباشرة لكبار الصحفيين خلال جلسة تناولت قضايا الأمن القومي، حيث أكد شودري أن النظام الأفغاني لا يشكل خطراً على باكستان وحدها، بل يمثل تهديداً فعلياً للمنطقة بأسرها وللعالم.

تحذير باكستاني من تداعيات ترك معدات أميركية بـ7.2 مليار دولار

يبرز شودري الخطر المتنامي الناجم عن تخلي القوات الأميركية خلال انسحابها من أفغانستان عن معدات عسكرية ضخمة تُقدّر قيمتها بـ7.2 مليار دولار. 

ويعتبر هذا المخزون، بحسب تقديره، واحداً من العوامل التي زادت قدرات الجماعات المتطرفة وأعطت دفعة قوية لنشاطها خلال الفترة الماضية، بما ينعكس بشكل مباشر على الوضع الأمني داخل باكستان وعلى الحدود المشتركة.

انتقادات مباشرة لفشل طالبان في ضبط الحدود

يهاجم المسؤول العسكري الباكستاني بشكل واضح أداء حركة طالبان الأفغانية، مؤكداً أنها فشلت في منع التوغلات عبر الحدود ولم تتخذ خطوات حقيقية لوقف نشاط الجماعات المسلحة التي تنشط تحت رعايتها. 

ويشير إلى أن هذا القصور ساهم في ارتفاع وتيرة الهجمات داخل الأراضي الباكستانية، معتبراً أن استمرار هذه السياسة يجعل الأمن الإقليمي في وضع أكثر هشاشة.

عمليات أمنية واسعة لمكافحة الإرهاب

تكشف الأرقام التي عرضها شودري حجم الجهد الذي تبذله قوات الأمن الباكستانية لمواجهة تصاعد العمليات الإرهابية. 

ويؤكد أن القوات نفذت منذ الرابع من نوفمبر 2025 ما مجموعه 4910 عمليات استخباراتية، أسفرت عن مقتل 206 إرهابيين.

ويضيف أن إجمالي العمليات الأمنية والاستخباراتية خلال العام الحالي وصل إلى 67,023 عملية في مختلف أنحاء البلاد، أدت إلى مقتل 1873 إرهابياً، بينهم 136 من الجنسية الأفغانية. 

وتعكس هذه الإحصاءات حجم التحدي الأمني المتصاعد الذي تواجهه إسلام آباد وتكشف طبيعة التهديدات القادمة من الحدود مع أفغانستان.

معضلة إدارة الحدود الباكستانية الأفغانية

يشدد شودري على أن إدارة الحدود المشتركة بين البلدين تمثل أحد أكبر التحديات، نظراً لطبيعتها الجغرافية المعقدة وصعوبة تضاريسها.

ويشير إلى أن امتداد الحدود في إقليم خيبر-باختونخوا وحده يصل إلى 1229 كيلومتراً، ويضم 20 نقطة عبور تشكل ممرات حساسة لحركة المسلحين والأسلحة.

ويؤكد أن هذا الامتداد الواسع يفرض ضغوطاً هائلة على الأجهزة الأمنية، ويجعل السيطرة الكاملة على عمليات التسلل مهمة معقدة تستنزف الكثير من الموارد والجهود البشرية.

خلاصة تكشف صورة أمنية مقلقة

يرسم تصريح شودري صورة مقلقة حول الوضع الأمني في المنطقة، ويضع طالبان الأفغانية في قلب الاتهامات المتعلقة بتدهور الاستقرار.

وتعكس هذه التحذيرات حجم الانزعاج الباكستاني من التطورات على الحدود، كما تسلط الضوء على المخاطر التي تراها إسلام آباد ناتجة عن سياسات طالبان وعدم التزامها بالاتفاقات الأمنية، ما قد يجعل المشهد الأمني الإقليمي أكثر توتراً خلال المرحلة المقبلة.

تم نسخ الرابط