رئيس مجلس الإدارة
رضا سالم
رئيس التحرير
نصر نعيم

سحر “الرنجة”.. ماذا حدث في مقابر بنها؟.. مغامرة خاصة لـ تفصيلة

جانب توضيحي
جانب توضيحي

في صباح يوم الجمعة، وبينما كانت حملة المتطوّعين تواصل عملها في تنظيف إحدى مقابر مدينة بنها بمحافظة القليوبية وإزالة المخلفات والأعمال المدفونة، توقّف الفريق أمام واحد من أغرب المشاهد التي يمكن أن يواجهها أي شخص في حياته.
كيس بلاستيكي مدفون بإحكام، طوله غير مألوف، ومظهره يشير بوضوح إلى أنه مُعد بعناية لا تشبه الإهمال العشوائي المعتاد في هذه الأماكن..وبمجرد فتح الكيس… كانت الصدمة لفريق الحملة ومحرر تفصيلة الذي عاش المغامرة بكل تفاصيلها.

لم نجد ملابس، ولا قصاصات ورق، ولا طلاسم؛ بل كانت المفاجأة “قطعة رنجة “سمكة مدفونة وسط التراب موضوعة بعناية لا تشبه بقايا طعام ولا مخلفات.

سُرعان ما تبيّن أن ما أمامنا لم يكن شيئًا عاديًا، بل عمل سحري كامل يعتمد على استخدام لحم السمك.

لماذا “السمك”؟

وفقًا لخبراء هذا النوع من الأعمال، يعتمد بعض ممارسي السحر على السمك تحديدًا لسبب خطير:
لحم السمك لا يتحلل بالسرعة التي تتحلل بها اللحوم الأخرى، بل يحتفظ بصلابته ورائحته الكريهة لفترة طويلة، ما يجعله مادة تُستخدم في أعمال تعتبر ضمن أخطر أنواع السحر المؤذي.

الغرض من هذا العمل؟

المعطيات التي ظهرت داخل الكيس وتكوينه تشير إلى أن الغرض منه هو ما يُعرف بـ”سحر النشفان”… نوع من السحر يستهدف إضعاف الضحية تدريجيًا:
• جفاف الجلد.
• نقص القوة.
• تدهور الصحة يومًا بعد يوم.
• إحساس دائم بالإعياء.
• تحاليل طبية غير واضحة.
• علاجات لا تُجدي أي نفع.
وقال محمود السمري قائد فريق المتطوعين المشاركين في الحملة: 
إحنا شوفنا أعمال كتير قبل كده بس إننا نلاقي رنجة مدفونة بالطريقة دي؟ دي كانت أول مرة فعلًا.”

وأضاف قائد الحمله "محمود السمري"
الريحة كانت فظيعة بس اللي خوّفنا مش الريحة اللي خوّفنا إننا فاهمين النوع ده بيتعمل ليه.

وتابع " لما فتحناه، كلنا اتصدمنا. مش مجرد عمل ده حد عامله بنيّة أذى طويل المدى، وحد فاهم كويس هو بيعمل إيه".
وختم قائلا: اللي بيعمل حاجة زي دي ما بيكونش عايز يأذي بيكون عايز يدمّر شخص ،ده مش خلاف بسيط، ده حقد.
الهدف النهائي، بحسب وصف المتخصصين، هو إهلاك بطيء… دون أن يتمكن الأطباء أو أهل الضحية من معرفة السبب الحقيقي.

عضو في اللجنة التنظيمية استطرد أن "الناس فاكرة إننا بنطلع حاجات بسيطة لكن اللي شفناه يومها أكد لينا إن السواد اللي جوا بعض البشر مالوش حدود.”
الطريقة التي أُعد بها الكيس، وإحكام دفنه، وتوقيت وضعه كلها دلائل على أن الفاعل لم يكن يجرب أو يعبث بل كان متعمّدًا يعرف ما يفعل ويخطط لإيذاء شخص ما ببطء وهدوء؛ وفق المصدر.

التساؤل الأكبر الذي طرحه الفريق أثناء انتشال الكيس كان:
كيف يستطيع إنسان أن يصل إلى هذا القدر من القسوة؟؛ كيف يمكن ليدٍ بشرية أن تبيت مطمئنة بعد أن تُنفّذ عملًا كهذا ضد شخص ربما يكون قريبًا، صديقًا، أو حتى جارًا لم يؤذه في شيء؟.

مشهد لا يمكن نسيانه

مع خروج الكيس من باطن الأرض، شعر الجميع بامتزاج الخوف بالذهول.
لم يكن مجرد عمل مدفون… بل كانت رسالة سوداء تُظهر إلى أي مدى يمكن أن يصل الحقد عندما يترك إنسان إنسانيته خلفه
ما بين جهل البعض… وحقد البعض الآخر.
المشهد الذي بدأ بكيس مدفون وانتهى باكتشاف واحد من أخطر أعمال السحر التي تمرّ على الحملة، كشف حقيقة مرعبة، أن الحقد حين يتجذّر في قلب إنسان، قد يدفعه لارتكاب ما يتخطى حدود الأذى، ويصل إلى الرغبة في تدمير شخص آخر… ببطء، وبدم بارد.
ويبقى السؤال الأهم…
كم من أعمال مشابهة ما زالت مدفونة تحت التراب، تفتك بأصحابها دون علم؟.

تم نسخ الرابط