رئيس مجلس الإدارة
رضا سالم
رئيس التحرير
نصر نعيم

هل يختلف وقت الاستجابة في الجمعة؟.. تعرف على اللحظات الأقرب لإجابة الدعاء

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

في كل أسبوع، ومع بزوغ فجر الجمعة، يتجدد السؤال الأكبر الذي يثير اهتمام المسلمين منذ العهد النبوي وحتى اليوم: متى تحديدًا تحلّ تلك الساعة التي لا يُرد فيها الدعاء؟

هي ساعةٌ وصفها النبي ﷺ بأنها لحظة استثنائية، يوافق فيها الدعاء الاستجابة دون قيد أو شرط، حتى غدت من أكثر الأوقات التي يحرص المؤمنون على اغتنامها ورغم وضوح النصوص، فقد ظلّت تلك "الساعة المباركة" موضوعًا للبحث والاختلاف بين العلماء، بين من يرجح أنها وقت الخطبة والصلاة، ومن يرى أنها آخر ساعة من النهار قبل غروب الشمس.

الجمعة.. يومٌ استثنائي بفضائل لا تتكرر

يوم الجمعة ليس مجرد موعد أسبوعي للعبادة؛ بل هو كما وصفه النبي ﷺ:
«خير يوم طلعت عليه الشمس».
ففيه خُلق آدم، وفيه أُهبط، وفيه مات، وفيه تِيب عليه، وفيه تقوم الساعة وهو يوم تختص فيه الأمة الإسلامية بفضائل لا توجد في غيره، أبرزها وجود ساعة لا يوافقها عبدٌ مسلم يسأل الله شيئًا إلا أعطاه.

هذه القيمة الروحية العظيمة هي ما جعلت البحث عن هذه الساعة مقصدًا للمسلمين عبر القرون.

سبب الخلاف… روايات متعددة ومساحات واسعة للاجتهاد

النصوص النبوية التي تناولت ساعة الإجابة جاءت على وجوه مختلفة، مما فتح باب الاجتهاد للعالم المسلم هذه الروايات انقسمت إلى قولين رئيسيين، ولكل منهما أدلته وسنده ومؤيدوه من كبار الصحابة والفقهاء.

المحور الأول: القول بأنها وقت الخطبة والصلاة

يرى فريق من العلماء أن ساعة الإجابة تكون منذ جلوس الإمام على المنبر وحتى انتهاء الصلاة.
واستندوا إلى حديث أبي موسى الأشعري الذي رواه مسلم:
«هي ما بين أن يجلس الإمام إلى أن تُقضى الصلاة».

كما جاء في رواية الترمذي قوله ﷺ:
«حين تقام الصلاة إلى الانصراف منها».

لماذا رجّح أصحاب هذا القول هذا التوقيت؟

لأن الخطبة والصلاة تجمعان بين الخشوع والسكينة.

لأن الدعاء أثناء الخطبة عبادة عظيمة، والإمام يتوجه بالدعاء.

ولأن هذا الوقت هو ذروة اجتماع المسلمين في يوم الجمعة.

المحور الثاني: القول بأنها آخر ساعة بعد العصر (وهو القول الراجح)

السند الأقوى… وأحاديث أوضح

هذا القول هو الأرجح عند جمهور العلماء، وممن قال به: عبدالله بن سلام، وأبو هريرة، وجابر، والإمام أحمد، وطائفة كبيرة من العلماء.

جاء في حديث أحمد عن أبي سعيد وأبي هريرة أن النبي ﷺ قال:
«وهي بعد العصر».

كما روى أبو داود والنسائي عن جابر قوله ﷺ:
«فالتمسوها آخر ساعة بعد العصر».

لماذا هذا القول هو الأرجح؟

لأنه ورد في أحاديث أكثر صراحة من غيره.

لأنه أُيِّد من عدد كبير من الصحابة.

لأنه اجتمع عليه أصحاب رسول الله كما في رواية سعيد بن منصور:
«فتذاكروا ساعة الجمعة فلم يختلفوا أنها آخر ساعة من يوم الجمعة».

تفسير العلماء المعاصرين: قبل الغروب بساعة… هو المختار للفتوى

الدكتور مجدي عاشور، المستشار العلمي لمفتي الجمهورية سابقًا، حسم الاختلاف مشيرًا إلى أن أرجح الأقوال وأكثرها قوة هو أن ساعة الإجابة تكون في الساعة الأخيرة قبل غروب الشمس.

وقال إن هذا الوقت هو المختار في الفتوى، لأن النصوص فيه أوضح، ولأنه وقت يورث السكون والخشوع، ويكون فيه القلب أقرب إلى الله، خاصة بعد يوم كامل من الطاعة والذكر.

تم نسخ الرابط