رئيس مجلس الإدارة
رضا سالم
رئيس التحرير
نصر نعيم

في ذكرى رحيل شادية.. صوت مصر الذي لا يُنسى وملامحها الخالدة

شادية
شادية

في مثل هذا اليوم، رحلت عن عالمنا واحدة من أكثر نجمات الفن العربي تأثيرًا وخلودًا شادية، الفنانة التي جمعت بين الصوت العذب، والموهبة التمثيلية الطاغية، والكاريزما التي جعلت منها رمزًا لجيل كامل. 

لم تكن شادية مجرد ممثلة أو مطربة عابرة؛ بل كانت صوتًا وروحًا وذاكرة لا تزال حاضرة في الوجدان العربي رغم مرور السنوات.

نشأة بسيطة خلقت نجمة استثنائية

وُلدت شادية باسم فاطمة أحمد شاكر عام 1931 لأسرة مصرية متوسطة، ومنذ طفولتها، برز شغفها بالغناء، وكانت تقلّد الأصوات الشهيرة ببراءة وحماسة. 

لاحقًا، قادتها الصدفة والموهبة إلى عالم السينما، لتصبح خلال سنوات قليلة واحدة من أهم وجوه الشاشة.

ملكة الدويتو

برزت شادية في خمسينيات وستينيات القرن الماضي كأيقونة للأدوار الرومانسية الخفيفة؛ صاحبة الإطلالة المرحة، والضحكة المعدية، والطبقة الصوتية الدافئة.

وقدّمت مجموعة من أشهر الدويتوهات في تاريخ الغناء العربي مع فريد الأطرش، ومحمد فوزي، وعبد الحليم حافظ.
 

تحوّل ناضج

في السبعينيات، فاجأت شادية الجميع بقدرتها على تقديم أدوار ناضجة تُظهر عمقًا تمثيليًا كبيرًا. من أبرزها
الطريق عن رواية نجيب محفوظ، شيء من الخوف الذي رسّخ صورتها كفنانة قوية.

لكن ذروة نضجها الفني تجسدت في فيلم المرأة التي غلبت الشيطان وفي المسرحية الخالدة ريا وسكينة التي حققت نجاحًا جماهيريًا غير مسبوق.

أغنية خالدة ووداع هادئ للفن

عام 1984، قدّمت شادية أغنيتها الوطنية الخالدة “يا حبيبتي يا مصر”، التي أصبحت رمزًا من رموز الوطنية المصرية، وهتافًا في كل أزمة واحتفال.

ثم اتخذت قرار الاعتزال بهدوء كامل، متفرغةً للعبادة والعمل الخيري، من دون أي رغبة في الأضواء، لتمنح صورتها الفنية نقاءً نادرًا في عالم الشهرة.

رحيل بحجم تاريخ

في نوفمبر 2017، ودّعت شادية الحياة بعد صراع قصير مع المرض، لكن إرثها بقي خالداً، ولا تزال أعمالها تُشاهَد وتُسمع وكأنها صُنعت بالأمس، ولا تزال صورتها الفنية نموذجًا للكاريزما الخفيفة والموهبة العميقة والأناقة البسيطة.

تم نسخ الرابط