رئيس مجلس الإدارة
رضا سالم
رئيس التحرير
نصر نعيم

موهبة قرآنية نادرة.. علي محمد يحقق نجاحًا باهرًا في "دولة التلاوة"

القارئ علي محمد
القارئ علي محمد

لم يكن المشهد عاديًا، ولم يكن صوتًا يمكن تجاوزه ففي إحدى أمسيات برنامج دولة التلاوة، وقف الطفل علي محمد أمام لجنة التحكيم والجمهور، ليقدّم تلاوة لم يكن أحد يتوقع أن تصدر من طفل في مثل عمره في لحظة امتزج فيها الإبهار بخشوع عميق، ارتفعت نبرته الندية فهزّت القلوب قبل أن تبهر الآذان، وترك الحاضرين أمام موهبة استثنائية تُنبئ بميلاد قارئ من طراز خاص.

ذلك الأداء الذي قدّمه لم يكن مجرد مشاركة في مسابقة، بل كان إعلانًا واضحًا بأن المدرسة القرآنية المصرية لا تزال تنبض بالحياة، وأن جيلًا جديدًا من الأصوات قادر على أن يعيد للأذهان تراث قراء مصر الذين صنعوا مجد الترتيل في العالم الإسلامي

يرى كل من استمع إلى الطفل أن ظهوره تجاوز التوقعات؛ إذ يتمتع علي بقدرة لافتة على إحكام مخارج الحروف، وإتقان المقامات الصوتية، والتلوين في الأداء بطريقة تحتاج عادة سنوات طويلة من التدريب والصقل بدا وكأنه يحمل خبرات القرّاء الكبار الذين تتلمذوا على يد شيوخ المقرأة المصرية.

تحكمه في النفس، وإجادته للتنقل بين طبقات الصوت، وحرصه على إعطاء كل حرف حقه ومستحقه، جعلت كثيرين يشبّهونه بمدرسة التلاوة التي أنتجت أصواتًا خالدة مثل الشيخ محمود خليل الحصري والشيخ محمد صديق المنشاوي.

دهشة الحاضرين… وتصفيق لا ينتهي

عندما أنهى الطفل تلاوته، خيّم صمت مدهوش لثوانٍ، قبل أن ينفجر المكان بتصفيق طويل. بدا أعضاء لجنة التحكيم وكأنهم أمام اكتشاف نادر أحد المحكمين قال إن علي "يمتلك صوتًا فطريًا نادرًا يحتاج إلى رعاية دقيقة ليصبح من كبار القراء" وآخر عبّر عن دهشته قائلاً إن "الموهبة القرآنية لا ترتبط بالعمر، بل هي نفحة ربانية تشرق في الوقت الذي يقدّره الله".

وانعكس تأثير الطفل سريعًا على الجمهور؛ فملامح الانبهار ارتسمت على وجوه الجميع، وبعض الحضور لم يتمالكوا دموع التأثر أمام هذه التلاوة التي حملت صدقًا روحانيًا بالغًا.

البيت الذي احتضن الموهبة: أسرة تصنع قارئًا منذ الصغر

تكشف المعلومات أن أسرة الطفل تولي اهتمامًا بالغًا بتحفيظه القرآن منذ سنواته الأولى إذ يلتـحق علي بمقارئ معتمدة ويخضع لدروس مكثفة في التجويد وفنون الترتيل هذه البيئة التربوية الصالحة أسهمت بشكل مباشر في تكوين شخصية قرآنية مبكرة، وخلقت لديه ثباتًا على منصة التلاوة لا يتوفر غالبًا إلا للبالغين.

ويشير خبراء التربية الدينية إلى أن اكتشاف المواهب في هذا السن الذهبية يفتح الباب لتشكيل قارئ يمتلك قاعدة صلبة تمكنه مستقبلًا من التطور والازدهار.

"دولة التلاوة": مصنع الأصوات الجديدة وإحياء التراث القرآني

جاء ظهور علي محمد ضمن فعاليات البرنامج القرآني المتميز دولة التلاوة، الذي أصبح خلال فترة وجيزة منصة وطنية لإحياء تراث الترتيل المصري يوفّر البرنامج مساحة حقيقية لظهور المواهب، إضافة إلى تدريب متخصص يعزز مهارات المتسابقين، من فهم المقامات إلى ضبط مخارج الحروف وإتقان النفس القرآني.

ولا يكتفي البرنامج بعرض المواهب، بل يقدّم رحلة تربوية وروحية تجعل من المتسابق قارئًا متكاملًا، يحمل روح القرآن شكلاً ومضمونًا، ويعيد تشكيل العلاقة بين الجمهور وهذا الفن العريق.

يرى المدربون أن الطفل يمتلك عناصر قارئ كبير: صوت رخيم، إحساس عميق، التزام بالأحكام، وقدرة على التواصل الروحي مع المستمع وهي مقومات تشير إلى أن علي يمكن أن يصبح قارئًا بارزًا على الساحة القرآنية خلال سنوات قليلة.

ويرجّح خبراء الصوتيات أن موهبته قد تجعله من أبرع قرّاء جيله، وربما يصل صوته إلى مسابقات عالمية، بشرط أن يستمر في التدريب المنهجي تحت إشراف متخصصين في المقامات والتجويد.

رسالة روحانية تتجاوز المسابقة: صوت طفل يعيد القلوب إلى القرآن

لم يتعامل الجمهور مع أداء الطفل باعتباره مجرد عرض فني، بل بوصفه لحظة روحانية أعادت الأذهان إلى صفاء القرآن. قوة التأثير العاطفي التي أحدثتها تلاوته جعلت المقاطع تنتشر بسرعة على منصات التواصل، مرفقة بتعليقات تؤكد أن "صوتًا صادقًا حين يخرج من طفل، يكون أقرب إلى الملائكة منه إلى البشر".

تم نسخ الرابط