رئيس مجلس الإدارة
رضا سالم
رئيس التحرير
نصر نعيم

الأمم المتحدة تتحرك نحو الفاشر.. ضغوط دولية لتأمين وصول فريق التقييم وسط شهادات مروعة للنازحين

الفاشر تحت حصار الدعم
الفاشر تحت حصار الدعم السريع

تشهد ولاية شمال دارفور لحظة حاسمة مع إعلان الأمم المتحدة سعيها لإرسال فريق تقييم إلى مدينة الفاشر، التي أصبحت عنواناً لأكبر كارثة إنسانية في السودان منذ اندلاع الحرب.

وتأتي الخطوة في ظل استمرار تدفق النازحين، وتزايد الشهادات الصادمة عن الانتهاكات التي رافقت سيطرة قوات الدعم السريع على المدينة بعد حصار طويل. تقرير جديد يرصد أبرز المواقف الدولية والتحركات الأممية الأخيرة.

الأمم المتحدة تتحرك لتقييم الوضع في الفاشر

أعلن وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، توم فليتشر، أن المنظمة الدولية تعمل حثيثاً على إرسال فريق تقييم إلى الفاشر في ولاية شمال دارفور، مؤكداً أن البعثة الأممية تنتظر ضمانات أمنية كاملة لضمان وصول الفريق وحمايته.

جاء تصريح فليتشر خلال زيارته لمناطق كورما وطويلة بشمال دارفور، التي شهدت خلال الأيام الأخيرة موجات نزوح واسعة قادمة من الفاشر عقب سيطرة قوات الدعم السريع عليها.

سيطرة الدعم السريع على الفاشر وتداعيات حصار طويل

شهدت الفاشر نهاية أكتوبر تحولاً مفصلياً بعد سيطرة قوات الدعم السريع على المدينة، عقب حصار استمر 18 شهراً لواحدة من أهم مدن دارفور الاستراتيجية. 

سيطرة القوات جاءت مصحوبة بتقارير واسعة عن عمليات قتل جماعي وعنف جنسي طالت السكان المدنيين.

روى فليتشر أنه استمع مباشرة إلى شهادات مروعة من الناجين، تحدثت عن رعب مستمر وانتهاكات واسعة أعقبت دخول القوات إلى المدينة. 

وأوضح في منشور على منصة "إكس" أنه التقى في "طويلة" نساءً تحمّلن ما وصفه بـ "أفظع أهوال حصار الفاشر".

شهادات مؤلمة ونداء لحماية النساء

أكد فليتشر أن القصص التي سمعها من النساء النازحات تشكل دليلاً دامغاً على حجم العنف الذي تعرضت له الفاشر. 

وقال إن الحماية يجب أن تبقى محور عمل الأمم المتحدة، مشدداً على ضرورة محاسبة مرتكبي الانتهاكات ومنع تكرارها.

أضاف فليتشر أن النساء اللواتي التقى بهن وجدن في "طويلة" مساحة مؤقتة للأمان، لكنهن يجهلن المدة التي سيستمر فيها هذا الوضع، مشيراً إلى أن ذلك يعتمد على المجتمع الدولي، وعلى قدرة العالم على الإصغاء لهن وتوفير الحماية التي كان يجب أن يحصلن عليها من قبل.

الموقف الأميركي: الفاشر تواجه أكبر أزمة إنسانية عالمية

في سياق متصل، وصف مبعوث الرئيس الأميركي لشؤون إفريقيا، مسعد بولس، الحرب الدائرة في السودان بأنها "أكبر أزمة إنسانية في العالم"، مؤكداً أن الفظائع التي شهدتها الفاشر خلال الأسابيع الماضية غير مقبولة على الإطلاق.

أعرب بولس عن أمله في أن تنجح الجهود الدبلوماسية في تحقيق اختراق نحو السلام، مؤكداً أن وقف الانتهاكات في الفاشر يجب أن يحدث بسرعة قصوى.

حرب السودان.. خسائر بشرية هائلة ونزوح غير مسبوق

تواصل الحرب التي اندلعت في أبريل 2023 بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي" حصد الأرواح بلا توقف. 

تشير الأرقام إلى مقتل عشرات الآلاف ونزوح ما يقارب 12 مليون شخص داخل السودان وخارجه، في واحدة من أضخم موجات النزوح في تاريخ المنطقة.

تم نسخ الرابط