رئيس مجلس الإدارة
رضا سالم
رئيس التحرير
نصر نعيم

الجيش السوداني يستعيد كازقيل والبرهان يعلن التعبئة العامة ويصر على رفض الهدنة

البرهان يعلن التعبئة
البرهان يعلن التعبئة العامة

استعادت القوات المسلحة السودانية السيطرة على منطقة كازقيل جنوبي مدينة الأبيض، بعد أشهر من سيطرة قوات الدعم السريع على المنطقة، ما يعكس تصعيداً جديداً في الصراع الداخلي بالبلاد. 

وتواصل الجبهتان المتصارعتان تبادل السيطرة على المناطق الاستراتيجية، بينما يزداد التوتر السياسي والعسكري مع إعلان الفريق عبد الفتاح البرهان التعبئة العامة ورفض أي مساعي لإقرار هدنة، في وقت تتصاعد فيه التحركات الدولية لمراقبة الأوضاع الإنسانية والانتهاكات الحقوقية.

استعادة كازقيل وتقدم الجيش السوداني

دخلت قوات الجيش منطقة "أم دم حاج أحمد" بولاية شمال كردفان، والتي كانت قد سيطرت عليها قوات الدعم السريع مؤخراً، مما أدى إلى نزوح معظم السكان المدنيين. 

وتعتبر كازقيل واحدة من المناطق الحيوية التي كانت محوراً للصراع خلال الأشهر الماضية، واستعادة السيطرة عليها تعكس قدرة الجيش على توسيع رقعة نفوذه في المناطق الجنوبية للبلاد.

خطاب البرهان القاطع والتعبئة العامة

أعلن رئيس مجلس السيادة والقائد العام للقوات المسلحة الفريق عبد الفتاح البرهان التعبئة العامة، مؤكداً استمرار العمليات العسكرية ضد المتمردين دون أي هدنة. 

وجاء خطابه خلال زيارة لمنطقة السريحة بولاية الجزيرة، حيث قال بعبارات واضحة: "لا هدنة ولا نقاش مع المتمردين"، في إشارة صريحة إلى رفض أي مساعي دولية أو إقليمية لإقرار وقف لإطلاق النار.

وتعكس تصريحات البرهان تصميم الجيش السوداني على مواصلة العمليات العسكرية لضمان السيطرة على الأراضي الحيوية واستعادة الأمن والاستقرار في مناطق النزاع.

رد الدعم السريع وتأكيد التمسك بالقضية

في المقابل، رد مستشار قائد قوات الدعم السريع، الباشا طبيق، على خطاب البرهان عبر منشور على منصة "إكس"، مؤكداً أن خطاب القيادة العسكرية جاء كرد مباشر على تصريحات وزير الخارجية الأميركي مارك روبيو. 

وأوضح أن "القضية أصبحت قضية وجود لملايين السودانيين المطالبين بالحرية والسلام والعدالة"، في تأكيد على تمسك قوات الدعم السريع بمواقفها واستمرار القتال على الأرض.

الجهود الإنسانية والتحركات الدولية

واصل وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر جولاته في إقليم دارفور، متفقداً الأوضاع الإنسانية للنازحين، في وقت أعلنت فيه بعثة مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة في جنيف تشكيل بعثة لتقصي الحقائق بشأن انتهاكات مدينة الفاشر، بعد صدور قرار بالإجماع من المجلس.

وأكد مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك خلال الجلسة الخاصة، أن الفظائع التي تكشفها التحقيقات في الفاشر "كانت متوقعة وكان من الممكن الحيلولة دون وقوعها لكنها لم تُمنع"، مضيفاً أنها تشكل أخطر الجرائم، ما يعكس حجم الانتهاكات المستمرة بحق المدنيين في مناطق النزاع.

تصاعد الصراع السياسي والعسكري

يشهد السودان حالة من التصعيد العسكري والسياسي، حيث تتداخل العمليات الميدانية مع التحركات الدبلوماسية الدولية. 

وتبقى استعادة الجيش للسيطرة على كازقيل مؤشراً على استمرار الصراع على الأرض، بينما تستمر الجهود الإنسانية لمساعدة النازحين وحماية المدنيين، وسط مخاطر تصعيد جديد يمكن أن يؤثر على استقرار البلاد بشكل واسع.

تم نسخ الرابط