رئيس مجلس الإدارة
رضا سالم
رئيس التحرير
نصر نعيم

واشنطن تكسر الخطوط الحمراء: مسوّدة قرار أميركية تدفع رسمياً نحو إقامة دولة فلسطينية داخل مجلس الأمن

مجلس الأمن الدولي
مجلس الأمن الدولي

يتحرك الملف الفلسطيني داخل أروقة الأمم المتحدة بخطى غير مسبوقة بعد كشف هيئة البث الإسرائيلية عن مسوّدة قرار أميركي جديد يحمل خطوات بعيدة المدى نحو إقامة دولة فلسطينية. 

مسار سياسي يعيد خلط الأوراق في المنطقة ويضع إسرائيل والسلطة الفلسطينية أمام معادلة جديدة تتقاطع مع خطة السلام الأميركية في غزة.

مسار أميركي موثوق نحو إقامة دولة فلسطينية 

تكشف هيئة البث الإسرائيلية أن الإدارة الأميركية أعدّت مسوّدة مشروع قرار لمجلس الأمن تتضمن صياغات غير اعتيادية تدفع بشكل مباشر نحو إقامة دولة فلسطينية. 

وتشير المسوّدة إلى أن تنفيذ برنامج الإصلاح الخاص بالسلطة الفلسطينية وإحراز تقدم ملموس في إعادة إعمار غزة يشكلان أساساً لتهيئة الظروف لمسار موثوق نحو تقرير المصير الفلسطيني وإعلان الدولة.

تؤكد واشنطن في مسودتها أن أي تقدم سياسي حقيقي لن يتحقق إلا إذا التزمت السلطة بإجراءات الإصلاح المطلوبة، وربطت بين تحسين الأداء الداخلي في الضفة الغربية وبين إعادة هيكلة القطاع بعد الحرب، بما يفتح الباب أمام ترتيبات سياسية أوسع.

إطلاق حوار سياسي مباشر بين إسرائيل والفلسطينيين

تنص المسوّدة على بند جديد يحمل دلالة سياسية لافتة، حيث تعلن الولايات المتحدة نيتها إطلاق حوار رسمي بين إسرائيل والفلسطينيين يهدف إلى وضع "أفق سياسي للتعايش السلمي والمزدهر". 

خطوة تشير إلى رغبة واشنطن في تجاوز الجمود الذي ساد العملية السياسية لسنوات طويلة، وتحريك مسار تفاوضي أوسع من مجرد ترتيبات أمنية أو إنسانية.

تتضمن الوثيقة أيضاً دوراً محورياً لقوة التثبيت الدولية، التي ستعمل بالتنسيق مع إسرائيل ومصر، إلى جانب قوة شرطة فلسطينية خضعت مؤخراً للفحص والتدريب. 

ويمثل إدراج هذه القوة في القرار خطوة إضافية باتجاه ترتيبات أمنية جديدة في غزة بعد الحرب.

دلالة غير مسبوقة: ذكر الدولة داخل متن القرار

توضح التقارير أن هذه هي المرة الأولى التي يُذكر فيها مصطلح الدولة الفلسطينية داخل متن القرار الرئيسي لمشروع أممي تدعمه الولايات المتحدة، وليس في ملحق أو فقرة تفسيرية.

وتعتبر هذه الإشارة تحولاً مهماً في طريقة تعاطي واشنطن مع الملف، خصوصاً أن الصياغة المستخدمة تتطابق مع خطة غزة التي تبنتها الإدارة الأميركية مؤخراً، لكنها هنا تأتي ضمن وثيقة رسمية موجهة للتصويت في مجلس الأمن.

تحذيرات أميركية من تبعات وخيمة

يتزامن هذا التطور مع دعوة الولايات المتحدة مجلس الأمن إلى التوحد خلف مشروع القرار الداعم لخطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للسلام في غزة. 

وتحذر واشنطن من تبعات خطيرة على الفلسطينيين إذا تعطل المسار أو تمت عرقلته داخل المجلس.

يؤكد ناطق باسم البعثة الأميركية أن أي محاولة لإثارة الخلاف بينما تجري مفاوضات نشطة على نص القرار ستؤدي إلى نتائج خطيرة وملموسة يمكن تجنبها. 

ويحذر أيضاً من هشاشة وقف إطلاق النار الحالي، مطالباً المجلس بالتحرك السريع لتثبيت ترتيبات السلام.

لحظة حاسمة في مشهد الشرق الأوسط

تصف واشنطن المرحلة بأنها لحظة تاريخية لتمهيد الطريق نحو سلام دائم في الشرق الأوسط، مشيرة إلى أن نجاح مشروع القرار قد يفتح الباب أمام أول مسار دولي متكامل نحو تسوية سياسية شاملة تشمل غزة والضفة الغربية معاً.

ويعكس الطرح الأميركي تغييراً في منهج التعاطي مع القضية الفلسطينية، إذ تؤطر المسوّدة لأول مرة رؤية تربط بين الإصلاح الداخلي الفلسطيني وإعادة إعمار غزة، وبين الاعتراف العملي بحق تقرير المصير وإقامة دولة فلسطينية.

تم نسخ الرابط