«السواحيلية تتحدث في اليونسكو».. ناصر الدولي يحتفل بإنجاز أفريقي يعزز حضور اللغات الأصلية في المحافل العالمية

يشهد العالم لحظة فارقة في تاريخ الثقافة الأفريقية، بعدما أعلنت منظمة اليونسكو اعتماد اللغة السواحيلية ضمن لغات العمل الرسمية في اجتماعاتها الكبرى. 

خطوة اعتبرها منتدى ناصر الدولي انتصارًا لهوية القارة وصوتًا جديدًا للثقافات الإفريقية داخل المؤسسات الدولية، مؤكدًا أن هذا القرار يفتح فصلًا جديدًا من الاعتراف العالمي بالتراث اللغوي الأفريقي.

اليونسكو تعتمد السواحيلية رسميًا كلغة عمل دولية

أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) خلال دورتها الـ43 التي عُقدت في مدينة سمرقند الأوزبكية، من 30 أكتوبر حتى 13 نوفمبر 2025، اعتماد اللغة السواحيلية ضمن لغات العمل في اجتماعاتها الرسمية. 

القرار جاء بناءً على طلب تقدمت به حكومة تنزانيا بالتعاون مع مجلسي السواحيلية “BAKITA” و“BAKIZA”، حيث ألقى سفير تنزانيا في فرنسا والممثل الدائم لدى اليونسكو، علي جابيري مواديني، خطاب بلاده بعد اعتماد القرار التاريخي.

المنتدى أوضح في بيانه أن هذا الحدث يمثل انتصارًا ثقافيًا للقارة السمراء، إذ أصبحت السواحيلية أول لغة أفريقية أصلية تنال صفة “لغة عمل” داخل منظمة عالمية بحجم اليونسكو، وهو ما يعزز الاعتراف الدولي باللغات المحلية ويمنحها مكانة تليق بتاريخها العريق وانتشارها الواسع في شرق ووسط إفريقيا.

إنجاز يعمّق الاعتراف الدولي باللغات الإفريقية

هذا القرار يأتي بعد سلسلة من الخطوات التمهيدية التي اتخذتها اليونسكو في السنوات الأخيرة. 

ففي نوفمبر 2021، اعتمدت المنظمة اليوم العالمي للغة السواحيلية، الذي يُحتفل به في 7 يوليو من كل عام، قبل أن تعلن الجمعية العامة للأمم المتحدة في يوليو 2024 إقراره رسميًا على مستوى العالم.

اليوم، تُعد السواحيلية لغة رسمية في عدة مؤسسات إقليمية أفريقية، منها “مجتمع شرق أفريقيا (EAC)”، ومنظمة تنمية دول الجنوب والوسط الأفريقي (SADC)، ورابطة منتجي الماس الأفارقة (ADPA)، إضافة إلى الاتحاد الأفريقي (AU). 

هذه المكانة المتنامية تعكس مدى أهمية اللغة السواحيلية كأداة تواصل إقليمي وحضاري يجمع شعوب القارة.

منتدى ناصر الدولي يحتفي بالقرار ويعزز التعاون الثقافي

الباحث الأنثروبولوجي حسن غزالي، مؤسس منتدى ناصر الدولي، أكد أن المنتدى يولي اهتمامًا استثنائيًا بالسواحيلية، عبر قسم متخصص يشرف على برامج تدريبية ومبادرات ترجمة وورش شبابية تهدف إلى تعزيز مكانة اللغة داخل مصر كجسر تواصل مع شعوب شرق أفريقيا.

غزالي أشار إلى أن الاهتمام بالسواحيلية يعكس رؤية المنتدى في بناء وعي مصري متجدد تجاه القارة الأفريقية، مؤكدًا أن دارسي اللغة من المصريين يشكّلون حلقة وصل ثقافية فريدة بين مصر وشعوب المنطقة، بما يسهم في تعزيز الحوار الحضاري والتفاهم المشترك.

السواحيلية في مصر.. جسر ثقافي يتسع باستمرار

المترجمة ميرفت صقر، منسقة قسم اللغة السواحيلية في المنتدى، كشفت أن القسم الرقمي على موقع المنتدى يضم أكثر من 1,675 مقالة منشورة تسهم في نشر المعرفة وتعميق التقارب الثقافي بين الشعوب الأفريقية والعربية.

كما أوضحت أن عدد خريجي دورات اللغة السواحيلية تجاوز 250 دارسًا، في إطار برامج المنتدى التي تستهدف تكوين كوادر ثقافية قادرة على بناء جسور التواصل بين الشعوب.

وأعلنت صقر إطلاق بوابة إلكترونية جديدة لاستقبال المقالات والأبحاث باللغة السواحيلية من مختلف أنحاء العالم، متاحة لكل المهتمين بنشر أعمالهم عبر البريد الإلكتروني الرسمي للمنتدى:
 [email protected]

اللغة السواحلية رمز للهوية الأفريقية

احتفال منتدى ناصر الدولي بهذا القرار التاريخي يعكس روح الانفتاح الثقافي المصري تجاه أفريقيا، ويؤكد أن اللغة السواحيلية لم تعد مجرد وسيلة تواصل محلية، بل أصبحت رمزًا للهوية الأفريقية ومفتاحًا جديدًا للتعاون الدولي والثقافي في القرن الحادي والعشرين.