رئيس مجلس الإدارة
رضا سالم
رئيس التحرير
نصر نعيم

ذكرى رحيل محمد الأحمدي أبو النور.. عالم الأزهر الذي خلّد اسمه في تاريخ الدعوة الإسلامية

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

تحل اليوم الذكرى السنوية لرحيل فضيلة الأستاذ الدكتور محمد الأحمدي أبو النور، وزير الأوقاف الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء، الذي ترك إرثًا علميًا ودعويًا زاخرًا، فقد جمع طوال حياته بين العمل الأكاديمي، والإفتاء، والإدارة الدينية، والإعلام الدعوي، ليصبح واحدًا من أبرز علماء الأزهر الشريف، ومثالًا للالتزام بالعلم والوسطية الإسلامية.

مولده ونشأته

وُلِد الدكتور محمد الأحمدي أبو النور في مركز الشهداء بمحافظة المنوفية، صباح السبت التاسع من جمادى الآخرة 1349هـ، الموافق 1 نوفمبر 1930م، في بيت علم ودين فقد كان والده مدرسًا وواعظًا بالأزهر الشريف، فنشأ الابن في بيئة متصلة بالقرآن والعلم الشرعي.

أتم حفظ القرآن الكريم منذ الصغر، ونال إجازة حفص عن عاصم في فبراير 1950م، متفوقًا بين أقرانه. تلقى تعليمه الابتدائي والثانوي بمعهد القاهرة الديني، وحصل على الثانوية الأزهرية عام 1952م ثم التحق بكلية أصول الدين وتخرج فيها عام 1956م بتفوق، قبل أن يحصل عام 1957م على شهادة العالمية مع إجازة التدريس من كلية اللغة العربية، مؤسسًا بذلك قاعدة علمية متينة لمسيرته المستقبلية.

حياته العلمية والعملية: رحلة طويلة من العطاء الأكاديمي والإداري

بدأ الدكتور الأحمدي مسيرته العملية مدرسًا في المعاهد الدينية بسوهاج، ومنوف، وبنها، ثم التحق بكلية أصول الدين عام 1963م كمُعيد بقسم الحديث النبوي وعلومه حصل على درجة الماجستير عام 1968م بتقدير جيد جدًا، ثم نال الدكتوراه في الحديث النبوي وعلومه بامتياز مع مرتبة الشرف الأولى، قبل أن يرتقي إلى درجة أستاذ مساعد ويصبح قائمًا بأعمال رئيس قسم التفسير والحديث بالكلية عام 1976م.

حصل بعد ذلك على الأستاذية ورئاسة قسم الحديث النبوي وعلومه عام 1981م، وتولى وكيلاً لكلية أصول الدين ثم عمادها من 14 أكتوبر 1982م حتى 13 يوليو 1984م كما شغل منصب مقرر اللجنة العلمية الدائمة لترقية أساتذة الحديث وعضوًا باللجان العلمية الدائمة لترقية أساتذة التفسير وعلوم القرآن والعقيدة والدعوة بجامعة الأزهر.

امتدت خبراته إلى الخارج، حيث أُعير للعمل بجامعة أم درمان الإسلامية بالسودان (1976 – 1978م) وجامعة الكويت (1979 – 1981م)، قبل أن يتولى وزارة الأوقاف ورئاسة المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في الفترة من 14 يوليو 1984م حتى 11 نوفمبر 1986م وفي السنوات الأخيرة، عُين عضوًا بمجمع البحوث الإسلامية في 9 يونيو 2007م، وعضوًا بهيئة كبار العلماء في 17 يوليو 2012م، ليظل صوتًا علميًا مؤثرًا داخل مصر وخارجها.

مؤلفاته ومشاركاته الإعلامية: إثراء المكتبة الإسلامية والوسط الإعلامي

ترك الدكتور الأحمدي أبو النور إرثًا علميًا غنيًا من المؤلفات، أبرزها:

منهج السنة في الزواج (رسالة الدكتوراه).

السنة في العقيدة والأخلاق والسلوك.

قبسات من هدي السنة.

من هدي السنة في الجهاد ومكانة المرأة.

تفسير سورة الإسراء بالاشتراك مع الدكتور أحمد كمال المهدي.

شذرات من علوم السنة.

كما أجرى تحقيقات لكتب علمية مهمة، مثل:

جامع العلوم والحكم لابن رجب الحنبلي.

الديباج المذهب لمعرفة أعيان المذهب لابن فرحون.

معالم الإيمان في طبقات علماء القيروان.

درة الحجال في أسماء الرجال لابن القاضي.

شرح السنة للبغوي بالاشتراك مع أستاذه السيد أحمد صقر.

نشرت أبحاثه العلمية بعدة لغات منها الإنجليزية والفرنسية والإسبانية، وتناولت موضوعات مهمة مثل:

صياغة القرآن لشخصية النبي.

دروس وعبر من قصة يوسف عليه السلام.

استهداف القاضي المسلم بالحكم بالعدل.

تعزيز السماحة وترسيخ الأمن المجتمعي.

أخلاقيات الحوار مع الآخر.


كما كان له حضور إعلامي واسع من خلال البرامج الإذاعية والمرئية، إضافة إلى مشاركته في موسوعة «السنة النبوية الشريفة» التي قاربت ألفي حلقة، ونشاطه في المؤتمرات والندوات العلمية والدعوية داخل مصر وخارجها.

تكريماته وأوسمته: اعتراف بالتميز العلمي والدعوي

نال الدكتور الأحمدي أبو النور العديد من الجوائز تقديرًا لمسيرته العلمية والدعوية، أبرزها:

الدكتوراه الفخرية من الجامعة المحمدية في إندونيسيا عام 1987م.

وسام الجمهورية من الطبقة الأولى عام 1986م.

وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى عام 1993م.

 

تم نسخ الرابط