في عيد الحب.. من يقرر الحب عند اللقاء الأول الدماغ أم القلب؟
في يوم عيد الحب والذي تحتفل به مصر في الرابع من نوفمبر سنويا لإحياء ذكري الحب بين الأصدقاء والأزواج والأهل، يكشف العلم وجها آخر للحب، أكثر واقعية وأقل شاعرية.
عيد الحب
ففي حين يصفه الأدب والأفلام بأنه لحظة سحرية تغير مسار الحياة، تؤكد الدراسات الحديثة أن ما نسميه "الحب من النظرة الأولى" ليس سوى انجذاب جسدي خاطف، تغذيه كيمياء الدماغ لا مشاعر القلب.
بحسب دراسة نشرت في مجلة الجمعية الدولية لأبحاث العلاقات، فإن الأشخاص الذين شعروا بما يسمى "الشرارة الفورية" قيموا شركاءهم على أنهم أكثر جاذبية من غيرهم، لكن دون أي مؤشرات على ألفة أو التزام طويل الأمد، بمعنى آخر، فإن تلك الفراشات التي نشعر بها في المعدة ما هي إلا تفاعل كيميائي، بحسب Times of india.
الدراسة التي حللت أكثر من 500 لقاء رومانسي من جلسات اللقاءات السريعة إلى التجارب المعملية وجدت أن حالات "الحب من النظرة الأولى" نادرًا ما تستمر، وغالبًا ما تتحول لاحقًا إلى تحيز في الذاكرة.
فالعقل البشري يحب القصص ذات النهايات السعيدة، فيعيد رسم تفاصيل البداية ليجعلها أكثر درامية مما كانت عليه.
ويشرح علماء الأعصاب أن الدماغ يحتاج إلى 0.2 ثانية فقط لتحديد الانجذاب الأولي.
فعندما يرى الدماغ شخصا يتوافق مع "صورته المثالية"، يفرز الجسم الدوبامين والنورإبينفرين، فتتسارع نبضات القلب ويخفت صوت المنطق.
وهكذا، يبدو الموقف وكأنه دقات قلب، بينما هو في الواقع استجابة بيولوجية محضة لإشارات بصرية وكيميائية.
ورغم ذلك، لا يعني هذا أن الحب لا يمكن أن يبدأ بنظرة، فبحسب الخبراء، يمكن لتلك الشرارة الأولى أن تكون نقطة البداية لعلاقة حقيقية، إذا تطورت من خلال التفاهم والصدق والمشاركة، فالحب يحتاج وقتًا لينضج يحتاج إلى تواصل، وثقة، وتجارب مشتركة تزرع الألفة والالتزام.
وبينما تملأ بطاقات عيد الحب المتاجر بكلمات مثل "الحب من أول نظرة"، يذكرنا العلم بأن الشرارة ليست النهاية بل البداية فقط، فالحب الحقيقي لا يولد من لمحة، بل من رحلة طويلة من الفهم والنمو المشترك.
ربما لا يكون الأمر سحرًا كما تخبرنا الأفلام، لكنه في واقعيته أكثر صدقًا وجمالاً.




