بعد وفاة سمية الألفي.. رحلة فنانة بين الفن والمعاناة
ودّع الوسط الفني منذ قليل الفنانة سمية الألفي بعد صراع مع المرض، تاركة وراءها إرثًا فنيًا كبيرًا يمتد لأكثر من أربعة عقود في السينما والتلفزيون والمسرح، وأثرًا إنسانيًا عميقًا في قلوب جمهورها وزملائها في الوسط الفني.
نشأة سمية الألفي
ولدت سمية يوسف الألفي في 23 يوليو 1953 بمحافظة الشرقية، حصلت على ليسانس الآداب قسم علم الاجتماع قبل دخولها عالم الفن، وقد ساعدها هذا الخلفية العلمية في تقديم أدوار إنسانية معقدة بقوة واقعية.
دخلت سمية الألفي عالم التمثيل في السبعينيات، وبدأت مسيرتها بأدوار تلفزيونية في مسلسل "أفواه وأرانب" عام 1978، قبل أن تتوالى عليها الأعمال التي أثبتت موهبتها وتنوعها بين الدراما والكوميديا والاجتماعيات.
وكان من أبرز أعمالها ليالي الحلمية، العطار والسبع بنات، الراية البيضا، بوابة الحلواني، علي بيه مظهر و40 حرامي، قطار منتصف الليل، قلب من ذهب، سنوات الغربة، القرداتي، فقراء لكن سعداء.
وقد تنوع إنتاجها بين التلفزيون والمسرح والسينما، مما جعلها واحدة من الوجوه الفنية المؤثرة في الدراما المصرية.
بعد آخر ظهور فني في 2010، قررت الابتعاد عن الشاشة لتتفرغ لصحتها وعلاجها، في خطوة أثارت قلق جمهورها ومحبيها.
الحياة الشخصية والعائلة
عاشت سمية الألفي حياة شخصية مليئة بالتجارب العاطفية والعائلية، تزوجت من الفنان الراحل فاروق الفيشاوي، واستمر زواجهما حوالي 16 عامًا، وأسفر عن ابنيهما أحمد وعمر الفيشاوي.
تزوجت بعد ذلك من الملحن مودي الإمام، ثم من المخرج جمال عبد الحميد، وفي النهاية من المطرب مدحت صالح، وجميعها انتهت بالانفصال.
اعترفت سمية في أكثر من مناسبة أن حبها الأكبر كان لعلاقتها بفاروق الفيشاوي رغم الخلافات التي عصفت بهما، وأنه كان داعمًا لها أثناء معاناتها الصحية في مراحل كثيرة من حياتها، كما كشفت في لقاءات سابقة عن معاناتها من الإجهاض أكثر من مرة قبل أن تنجب أبنائها، مؤكدة حبها الكبير للأمومة.
محطات المرض والمعاناة
لم تكن حياة سمية الألفي على الشاشة فقط، بل امتدت خارج الكاميرا في تحديات صحية كبيرة في سنوات مبكرة من مسيرتها، كشفت سمية أنها عانت من مرض نادر يتمثل في تكون أكياس حول النخاع الشوكي، مما جعلها عاجزة عن الحركة لفترات طويلة وخضعت على أثره لعدد كبير من العمليات الجراحية ومحاولات علاج متعددة داخل مصر وخارجها.
في 2017 أعلنت الفنانة إصابتها بسرطان مرحلة متقدمة وهي معركة امتدت سنوات طويلة، خضعت خلالها لعمليات دقيقة، من بينها استئصال ورم خبيث في منطقة الصدر واللمف تحت الإبط، بعد شعورها بآلام شديدة استدعت الفحوصات الطبية.
وفاة سمية الألفي
على الرغم من طول تلك المعركة، أطلّت سمية في 2023 في تصريحات إعلامية معلنة تعافيها من السرطان بعد سنوات من العلاج والتحدي، وقدمت رسالة أمل لمرضى السرطان بأن لا يفقدوا الرجاء في الشفاء، مشددة على دعم أسرتها وأطبائها في تلك الرحلة، لترحل اليوم بعد معاناة مع المرض لفترة طويلة، عقب مكوثها لفترة طويلة في المستشفى.