أول اختبار بعد عودته.. أميركا تصوّت في انتخابات تُعد استفتاءً على سياسات ترامب الثانية

تشهد الولايات المتحدة، غداً الثلاثاء، أول انتخابات عامة منذ عودة الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، في اقتراع يُنظر إليه على نطاق واسع باعتباره استفتاءً مبكراً على سياسات ولايته الثانية. 

انتخابات تأتي وسط جدل داخلي وخارجي حول توجهات الإدارة الجديدة التي وسّعت من صلاحيات السلطة التنفيذية، وأعادت رسم ملامح العلاقة بين المؤسسات الفيدرالية والولايات.

سباقات حاكمي فيرجينيا ونيوجيرسي تتصدر المشهد

تتجه الأنظار إلى ولايتي فيرجينيا ونيوجيرسي حيث تدور معارك انتخابية حاسمة على مقعد الحاكم. 

في فيرجينيا، تخوض نائبة الحاكم الجمهورية وينسوم إيرل-سيرز مواجهة شرسة مع النائبة الديمقراطية السابقة أبيجيل سبانبيرجر لخلافة الحاكم المنتهية ولايته جلين يونجكن. 

هذا السباق يُعتبر اختباراً مباشراً لشعبية ترامب في ولايته الثانية، خصوصاً بعد وعوده بإعادة "أمريكا الحقيقية" إلى الواجهة السياسية.

أما في نيوجيرسي، فتواجه الديمقراطية مايكي شيريل منافسها الجمهوري جاك تشاتاريلي المدعوم من ترامب شخصياً، في معركة تُوصف بأنها صراع بين الاستقرار والعودة إلى القاعدة الترامبية.

سباق رئاسة بلدية نيويورك.. انقسام داخل الحزب الديمقراطي

العاصمة الاقتصادية للولايات المتحدة تشهد واحدة من أكثر المعارك سخونة. 

يتنافس المشرّع الديمقراطي زهران ممداني والحاكم السابق أندرو كومو (مستقل) والجمهوري كورتس سليا على إدارة مدينة نيويورك. 

السباق يعكس انقساماً عميقاً داخل الحزب الديمقراطي بين جناحه التقدمي وجناحه التقليدي، في وقت يحاول الجمهوريون استثمار الانقسامات لاستعادة نفوذهم في المدن الكبرى.

اقتراح انتخابي مثير في كاليفورنيا

الناخبون في كاليفورنيا يصوّتون على الاقتراح 50، وهو مشروع لإعادة رسم الدوائر الانتخابية قد يمنح الديمقراطيين ما يصل إلى خمسة مقاعد إضافية في مجلس النواب. 

هذه الخطوة تُعد رداً مباشراً على خريطة انتخابية مؤيدة لترامب أُقرت في ولاية تكساس، ما يجعل المعركة الانتخابية القادمة أكثر احتداماً على المستوى الفيدرالي.

المحكمة العليا في بنسلفانيا.. معركة قانونية مؤثرة على 2028

بنسلفانيا بدورها تشهد تصويتاً حساساً حول بقاء أو عزل ثلاثة قضاة في المحكمة العليا ذات الأغلبية الديمقراطية. 

هذه الانتخابات القضائية قد تحمل تأثيراً كبيراً على الانتخابات الرئاسية لعام 2028، خصوصاً إذا تكررت النزاعات الانتخابية التي هزت المشهد الأميركي عام 2020.

اختبار لشعبية ترامب وقدرته على الحفاظ على الزخم

يعتبر المراقبون أن هذه الانتخابات تمثل أول اختبار سياسي حقيقي لدونالد ترامب منذ عودته إلى الرئاسة قبل عام. 

الحزبان الجمهوري والديمقراطي يتعاملان مع هذا الاقتراع كمؤشر مبكر لقياس مزاج الناخب الأميركي قبل انتخابات منتصف الولاية المقبلة.

تحليلات سياسية تتوقع أن تُظهر النتائج مدى قدرة ترامب على الحفاظ على زخم قاعدته الشعبية التي أعادته إلى السلطة، أو الكشف عن بوادر تراجعها أمام ضغوط الداخل والخارج.

الولايات المتحدة تدخل إذن يوماً انتخابياً سيكون بوصلة سياسية حاسمة لمستقبل إدارة ترامب الثانية، ولشكل التوازن الحزبي في السنوات القادمة.