عودة الغاز المسال.. مصر تصدر شحنة ثالثة لشركتي "شل" و"بتروناس"

سمحت مصر لشركتي "شل" و"بتروناس" بتصدير شحنة ثالثة من الغاز الطبيعي المسال عبر مصنع إدكو، في إطار حوافز لتحفيز الشركات الأجنبية على زيادة الاستثمارات في قطاع البحث والتنقيب، وفقًا لمسؤول حكومي تحدث لـ"الشرق" مشترطًا عدم نشر اسمه.

تفاصيل الشحنة

تقدر سعة الشحنة بنحو 150 ألف متر مكعب من الغاز المسال، أي ما يعادل 3.3 مليار قدم مكعب غاز. وتستحوذ شركتا "شل" و"بتروناس" على نحو 71% من محطة إدكو مناصفة، فيما تبلغ حصة الحكومة ممثلة في هيئة البترول والمصرية القابضة للغازات الطبيعية "إيجاس" نحو 24% مناصفة، والنسبة المتبقية (5%) مملوكة لشركة "إنجي" الفرنسية.

الحوافز الحكومية والتسديدات المتأخرة

تأتي هذه الخطوة ضمن حوافز أعلنتها الحكومة في أغسطس 2024، تسمح للشركات الأجنبية بتصدير جزء من حصصها من الإنتاج الجديد، على أن تُستخدم العوائد في تسديد المستحقات المتأخرة، إضافة إلى رفع سعر حصة الشركات من الإنتاج.

وتعاني مصر من مستحقات متأخرة للشركات الأجنبية تُقدر بنحو 1.7 مليار دولار، وقد تعهدت الحكومة بسدادها بحد أقصى في الربع الأول من 2026.

الوضع المحلي للغاز

شهدت مصر في 2024 عجزًا بين الإنتاج والاستهلاك؛ إذ بلغ الاستهلاك المحلي نحو 60 مليار متر مكعب، مقابل إنتاج 47.5 مليار متر مكعب، نتيجة تقادم الحقول وتراجع الاستثمارات أثناء أزمة الدولار.

وانخفض الإنتاج اليومي حاليًا إلى نحو 4.06 مليار قدم مكعب يوميًا، مقارنة بـ6.6 مليار قبل 4 سنوات. واستوردت مصر نحو 2.9 مليون طن (4.1 مليار متر مكعب) غاز في 2024، معظمها من الولايات المتحدة، بينما قفزت الواردات في النصف الأول من 2025 إلى 8.65 مليار متر مكعب (1.13 مليون طن).

توقعات التصدير المستقبلية

يتوقع رئيس الوزراء مصطفى مدبولي عودة مصر لتصدير الغاز بحلول 2027، مع ارتفاع الإنتاج المحلي إلى نحو 6.6 مليار قدم مكعب يوميًا، مقابل 4.2 مليار حاليًا. ويأتي ذلك بعد بدء البلاد في تسديد المستحقات المتأخرة للشركات الأجنبية، مما يعزز الاستثمار ويحفز القطاع على النمو.