رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
نصر نعيم

فريدة عثمان.. من بطلة سباحة إلى أيقونة فرعونية في افتتاح المتحف المصري الكبير

المشاركيين في الحفل
المشاركيين في الحفل

في مشهد مهيب جسّد عبقرية المزج بين الماضي العريق والحاضر المشرق، خطفت السباحة المصرية العالمية فريدة عثمان الأنظار خلال حفل افتتاح المتحف المصري الكبير، بعدما ظهرت بإطلالة فرعونية مستوحاة من رموز الحضارة القديمة، لتكون جزءًا من العرض الفني الذي جمع بين الفن والرياضة والتاريخ في أبهى صورة.

ورغم أن الحفل شهد حضور شخصيات دولية ووفود رسمية رفيعة المستوى، فإن مشاركة فريدة عثمان ومعها أبطال مصر الأولمبيون أحمد الجندي وفريال أشرف، أضفت على الافتتاح بُعدًا جديدًا يؤكد أن مصر لا تصنع التاريخ فقط، بل تصنع أيضًا أبطاله.

 فبينما استعرض الجندي وفريال إنجازاتهما في الرياضة، حملت فريدة راية الجمال المصري الممزوج بالقوة والانضباط، مجسدة روح المرأة المصرية التي تتحدى وتبدع وتلهم.

من هي فريدة عثمان؟

وُلدت فريدة هشام عثمان في 18 يناير عام 1995 بالقاهرة، لأسرة طبية تهتم بالعلم والرياضة؛ فوالدها الدكتور هشام عثمان ووالدتها الدكتورة رندا السلاوي يعملان في مجال طب الأسنان. درست فريدة الاقتصاد بجامعة كاليفورنيا في الولايات المتحدة، وتخرجت عام 2017، لكنها اختارت أن يكون مجدها الحقيقي في أحواض السباحة لا في المكاتب.

بدأت مشوارها الرياضي وهي في الرابعة من عمرها بنادي الجزيرة، ولفتت الأنظار مبكرًا بموهبتها الفذة وسرعتها الاستثنائية في سباقات الـ50 والـ100 متر حر وفراشة وظهر.

وفي الثانية عشرة من عمرها فقط، مثلت مصر في دورة الألعاب العربية، لتبدأ بعدها رحلة صعود استثنائية جعلتها واحدة من أبرز السباحات في تاريخ القارة الأفريقية.

مسيرة ذهبية تليق بالملوك

حققت فريدة إنجازات لا تُنسى على المستويين المحلي والدولي؛ فقد فازت بست ميداليات في دورة الألعاب الإفريقية بالدار البيضاء 2010، بينها ذهبية واحدة، ثم أصبحت أول سبّاحة مصرية تحصد ميدالية عالمية في بطولة العالم للناشئين عام 2011 ببيرو.

توالت إنجازاتها لتتوج بذهبية سباق 100 متر فراشة في ألعاب الكونغو الإفريقية 2015، قبل أن تحصد ذهبية الجامعات الأمريكية عام 2016 بزمن قياسي بلغ 21.32 ثانية.

وشاركت فريدة في ثلاث دورات أولمبية متتالية (لندن 2012، ريو 2016، وطوكيو 2020)، لتصبح رمزًا للرياضية المصرية التي كسرت الحدود وصنعت مجدًا لبلادها في كل محفل دولي.

تكريمات وألقاب دولية

لم تتوقف إنجازات فريدة عند حصد الميداليات؛ فقد تم اختيارها أفضل رياضية أفريقية لعام 2017 في حفل اللجان الأولمبية الوطنية (أنوك) في التشيك، كما حصدت جائزة محمد بن زايد للإبداع الرياضي عام 2018 تقديرًا لدورها الملهم في رفع اسم مصر في المحافل العالمية.

من المسبح إلى منصة الحضارة

إطلالة فريدة عثمان في حفل افتتاح المتحف المصري الكبير لم تكن مجرد ظهور فني، بل كانت رسالة رمزية تعبّر عن امتداد الحضارة المصرية من المعابد والبرديات إلى ميادين البطولات العالمية. فكما خلدت الجداريات ملامح الملكات والمحاربات في مصر القديمة، جاءت فريدة عثمان لتكون الوجه الحديث للملكة المصرية المعاصرة — قوية، ملهمة، ومصدر فخر لأبناء وطنها.

بهذا الظهور، أثبتت فريدة أن الهوية المصرية لا تعرف زمانًا واحدًا، بل تعيش في كل جيل يبدع ويؤمن بعظمة بلاده، تمامًا كما آمنت هي بأن السباحة يمكن أن تكون طريقًا إلى الخلود… كما كانت الحضارة المصرية طريقًا للعالم نحو الدهشة الأولى.

تم نسخ الرابط