عيد عالمي في مصر.. افتتاح المتحف المصري الكبير ورسالة حضارية خالدة للعالم
تستعد مصر لافتتاح المتحف المصري الكبير في الأول من نوفمبر، أكبر متحف أثري في العالم وواجهة جديدة للحضارة المصرية، ويقع بجوار أهرامات الجيزة، ويضم آلاف القطع الأثرية النادرة، أبرزها كنوز الملك توت عنخ آمون.
ويمثل المتحف تتويجًا لسنوات من العمل واهتمام الدولة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، ليكون رسالة من مصر للعالم تؤكد أن حضارتها لا تزال نابضة وقادرة على الإبهار.
عيد عالمي لمصر والعالم
في هذا الصدد، وصف عالم الآثار الدكتور زاهي حواس المتحف المصري الكبير بأنه "عيد عالمي لمصر والعالم كله"، حيث تهدي مصر من خلاله البشرية صرحًا فريدًا يجسد عظمة حضارتها الممتدة منذ آلاف السنين.
وقال الدكتور حواس إن فكرة المتحف بدأت بمسابقة معمارية عالمية شارك فيها أكثر من 1600 متسابق من مختلف دول العالم، فاز بها مهندس صيني يعيش في أيرلندا، ليُنفذ تصميم فريد يرتبط بصريًا بمنطقة الأهرامات، لتصبح الرؤية البصرية بين المتحف وأعظم آثار الأرض امتدادًا طبيعيًا للحضارة المصرية القديمة.
وأضاف عالم الآثار "بدأنا التنفيذ بمسابقة جديدة فازت بها شركة مصرية بالتعاون مع شركة عالمية، وكان المخطط افتتاحه عام 2015، لكننا فضلنا التمهل لضمان خروجه بالشكل اللائق بمكانة مصر".
وأشار حواس إلى أن أول القرارات التي اتخذت كانت نقل تمثال الملك رمسيس الثاني من ميدان رمسيس إلى موقعه الحالي أمام المتحف، في حدث تابعه الملايين حول العالم، موضحًا أن المتحف أصبح ملحمة وطنية جمعت بين الدولة المصرية والعلماء والخبراء والمهندسين لتحقيق هذا الحلم.
وأكد حواس أن المشروع حظي بدعم واهتمام كبير من الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ عام 2017، حتى اكتمال تنفيذه هذا العام، موضحًا أن تكلفته بلغت نحو ملياري دولار، نصفها بتمويل ياباني، مشيرًا إلى أن "هذا المتحف ليس مجرد مبنى أثري، بل رسالة حضارية تؤكد أن مصر تصنع المتاحف وتقدّم تراثها للعالم بكل حب ومسؤولية".
يضع اسم مصر في صدارة نشرات الأخبار
وأشار حواس إلى أن افتتاح المتحف سيكون حدثًا عالميًا سيضع اسم مصر في صدارة نشرات الأخبار حول العالم، وسياسياً سيشهد حضورًا غير مسبوق من الملوك والرؤساء، واقتصاديًا وسياحيًا سيحدث طفرة كبيرة في حركة السياحة المصرية.
ومن جانبه، أوضح الدكتور عبد الرحيم ريحان، عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة، أن واجهة المتحف صممت على شكل مثلثات رمزية تعبر عن الأهرامات.
وأكد الدكتور مجدي شاكر، كبير الأثريين، أن الاستعدادات تشمل تطوير المنطقة المحيطة بالمتحف وزراعة آلاف الأشجار والنخيل لإضفاء مظهر حضاري يليق بالحدث.
وقال الدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، إن المتحف يضم أكثر من 18 ألف قطعة أثرية موزعة على 12 قاعة رئيسية، بالإضافة إلى مركز عالمي للترميم ومتحف مراكب خوفو، مشيرًا إلى أن قاعة الملك توت عنخ آمون ستكون القلب النابض للمتحف، وتضم أكثر من 5 آلاف قطعة تعرض لأول مرة كاملة في مكان واحد.



