شيخ الأزهر في روما.. نداء عالمي من أجل سلام عادل وإنساني
في خطوة جديدة تعكس الدور العالمي للأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين في دعم ثقافة السلام والحوار بين الشعوب، يتوجّه اليوم السبت فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، إلى العاصمة الإيطالية روما، للمشاركة في فعاليات المؤتمر العالمي الذي تنظمه منظمة سانت إيجيديو تحت عنوان: "إيجاد الشجاعة للسعي لتحقيق السلام"، بمشاركة كبار القادة الدينيين والسياسيين وصنّاع القرار من مختلف أنحاء العالم.
مؤتمر عالمي يجمع رموز الأديان في العاصمة الإيطالية
ينعقد المؤتمر بمشاركة عدد من الشخصيات الدينية والسياسية البارزة، وفي مقدمتهم قداسة البابا لاون الرابع عشر، بابا الكنيسة الكاثوليكية، والرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا، والملكة ماتيلد، ملكة بلجيكا، إلى جانب نخبة من رموز الأديان والمفكرين والباحثين في قضايا السلم العالمي ويأتي هذا التجمع الدولي الكبير في ظل تصاعد النزاعات الإقليمية وتزايد المخاوف من تفاقم الأزمات الإنسانية في مناطق الصراع، ليبحث عن آليات واقعية لتحقيق سلام قائم على العدالة والكرامة الإنسانية.
كلمة شيخ الأزهر: “السلام مسؤولية أخلاقية قبل أن يكون شعارًا سياسيًّا”
من المنتظر أن يُلقي فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب كلمة رئيسية في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، يوضح فيها الرؤية الإسلامية لمفهوم السلام، باعتباره قيمة إنسانية كبرى لا تُبنى إلا على العدل والرحمة واحترام كرامة الإنسان، مؤكدًا أن السلام الحقيقي لا يمكن أن يتحقق إلا بوقف العدوان ورفع الظلم عن الشعوب المضطهدة.
وسيشدّد الإمام الأكبر في كلمته على أن القادة الدينيين يتحمّلون مسؤولية أخلاقية وإنسانية كبرى في الدعوة إلى إنهاء الحروب والنزاعات، والعمل على بناء ثقافة جديدة للتعايش تقوم على احترام التنوع الديني والثقافي، وتحرير الإنسان من الخوف والعنف والكراهية التي تهدد السلم العالمي.
لقاءات رفيعة المستوى لتعزيز الحوار بين الأديان
وخلال الزيارة، يعقد شيخ الأزهر سلسلة لقاءات مهمة مع عدد من أبرز الشخصيات الدينية والفكرية المشاركة في القمة العالمية، وفي مقدمتهم قداسة البابا لاون الرابع عشر، بابا الفاتيكان، رئيس الكنيسة الكاثوليكية، حيث يُتوقع أن يبحث الطرفان سبل تعزيز التعاون المشترك بين الأزهر والفاتيكان في مجالات الحوار بين الأديان، ومواجهة خطاب الكراهية، والتصدي لموجات التطرف الفكري والديني.
كما سيلتقي فضيلة الإمام الأكبر مجموعة من القادة الدينيين وصنّاع القرار والمفكرين الدوليين لمناقشة القضايا التي تشغل الضمير الإنساني المعاصر، خاصة ما يتعلق بوقف الحروب في الشرق الأوسط، ودعم الجهود الدولية الرامية إلى تحقيق سلام دائم في غزة والضفة الغربية، والتأكيد على أهمية احترام القانون الدولي والاتفاقات التي تهدف إلى إرساء الأمن والاستقرار في المنطقة.
الأزهر ومجلس حكماء المسلمين.. صوت عالمي من أجل السلم الإنساني
تأتي مشاركة فضيلة الإمام الأكبر في هذا المؤتمر امتدادًا لدور الأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين في دعم قيم التعايش الإنساني والحوار الحضاري، وهو الدور الذي عزّزه الإمام الطيب من خلال لقاءاته السابقة مع القادة الدينيين في الشرق والغرب، وإطلاقه وثائق عالمية مشتركة، كان أبرزها وثيقة الأخوة الإنسانية التي وُقّعت في أبوظبي عام 2019 مع قداسة البابا فرنسيس، والتي شكّلت تحولًا تاريخيًّا في مسار الحوار بين الإسلام والمسيحية.
ويمثل حضور الأزهر في المحافل الدولية تأكيدًا على أن الإسلام دين السلام والرحمة والعدل، وأنه قادر على الإسهام الفعّال في تحقيق الأمن الروحي والإنساني للعالم. كما يُبرز هذا الحضور الجهود المتواصلة التي يبذلها مجلس حكماء المسلمين برئاسة فضيلة الإمام الأكبر في بناء جسور الثقة بين أتباع الديانات، ومواجهة دعاوى الصدام بين الحضارات.