باقي علي افتتاح المتحف الكبير
  • يوم
  • ساعة
  • دقيقة
  • ثانية
رئيس مجلس الإدارة
عمرو عامر
رئيس التحرير
نصر نعيم

سرقة متحف اللوفر.. جريمة جديدة تهز باريس وتعيد شبح "الموناليزا"

متحف اللوفر
متحف اللوفر

في قلب العاصمة الفرنسية باريس، وبين جدران المتحف الأكثر شهرة في العالم، تكررت مشاهد الدهشة والذهول صباح الأحد الماضي، بعدما أعلنت السلطات الفرنسية عن تعرض متحف اللوفر لعملية سرقة جريئة طالت مجوهرات ملكية نادرة من قاعة «أبولون» الشهيرة.

العملية التي جرت في وضح النهار، اعتُبرت الأجرأ في تاريخ المتحف الحديث، وأعادت للأذهان السؤال القديم الذي يطارد الفرنسيين " لماذا لا يتوقف اللصوص عن ملاحقة كنوز اللوفر؟" 

 

سبع دقائق كانت كافية

 

وفق التحقيقات الأولية، نفذ أربعة لصوص العملية خلال سبع دقائق فقط، مستعينين بشاحنة رُفعت قرب واجهة المتحف، ليصلوا عبر سلّم معدني إلى الطابق الثاني، قبل أن يقتحموا القاعة المخصصة للمجوهرات الملكية.

وبحسب وزير الداخلية الفرنسي، فإن الجناة تمكنوا من كسر نافذة زجاجية والوصول مباشرة إلى القطع الثمينة، وبينها قلادة من الياقوت والألماس تعود للملكة ماري-إميلي زوجة الملك لوي فيليب الأول، كانت من أبرز مقتنيات القاعة.

 

المتحف يغلق أبوابه والسائحون غاضبون

 

السلطات الفرنسية أعلنت إغلاق المتحف بشكل مؤقت لأسباب أمنية، ما أثار استياء مئات الزوار الذين كانوا يقفون في طوابير طويلة أمام بواباته.

عدد من السائحين عبّروا عن إحباطهم، بعدما ألغيت زياراتهم فجأة دون سابق إنذار، فيما أعلنت إدارة المتحف عن ردّ قيمة التذاكر المحجوزة مسبقًا حتى إشعار آخر.

 

تاريخ طويل من السرقات

 

هذه ليست المرة الأولى التي يقتحم فيها اللصوص متحف اللوفر.

ففي عام 1911، سرق الإيطالي فينتشنزو بيروجيا لوحة الموناليزا نفسها، بعد أن تسلل متخفيًا في زي عامل متحف، ليختفي بالتحفة العالمية لمدة عامين قبل أن تُسترد.

ومنذ ذلك التاريخ، شهد المتحف العديد من السرقات، منها اختفاء سيوف ملكية ولوحات أثرية خلال السبعينيات والتسعينيات، ما جعله أكثر المتاحف تعرضا للسطو في أوروبا.

 

غضب رسمي وتحقيقات مكثفة

 

وزيرة الثقافة الفرنسية رشيدة داتي وصفت الحادث بأنه «اعتداء على ذاكرة فرنسا»، مؤكدة أن السلطات تعمل على ملاحقة الجناة بالتعاون مع شرطة الإنتربول.

مصادر فرنسية رجّحت أن تكون العملية «احترافية وممولة»، مشيرة إلى أن طريقة التنفيذ تشبه جرائم فنية كبرى ارتبطت بسوق التحف والمزادات السرية.

 

أيقونة باريس في مواجهة الأسئلة

 

ورغم حداثة أنظمة المراقبة في اللوفر، فإن الواقعة الأخيرة أعادت الجدل حول كفاءة إجراءات التأمين داخل المؤسسات الثقافية الفرنسية، خاصة بعد إعلان لجنة حكومية فتح مراجعة شاملة للأنظمة الأمنية في المتاحف الوطنية.

وبينما يتواصل التحقيق، لا يزال الغموض يخيّم على باريس، وتبقى «الموناليزا» تبتسم خلف الزجاج الواقي، شاهدة على تاريخ طويل من السرقات والفضول البشري الذي لا يعرف حدودًا.

تم نسخ الرابط