ترامب تحت عين العاصفة مجددًا.. موقع مشبوه يثير الشبهات واحتجاجات واشنطن تشتعل

تحقيقات عاجلة أطلقها مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) بعد العثور على منصة مرتفعة مشبوهة تطل مباشرة على منطقة نزول الرئيس الأميركي دونالد ترامب من طائرته الرئاسية في مطار بالم بيتش، في وقت تتصاعد فيه المظاهرات المناهضة له في واشنطن
الاكتشاف أثار حالة استنفار أمني قصوى، خاصة أنه يأتي بعد أكثر من عام على محاولتين فاشلتين لاغتيال ترامب.
منصة صيد تتحول إلى لغز أمني خطير
كشفت شبكة فوكس نيوز الأميركية أن عملاء الخدمة السرية رصدوا خلال تفتيش أمني روتيني منصة صيد مرتفعة مشبوهة في موقع حساس بمطار بالم بيتش الدولي، تطل مباشرة على المكان الذي من المقرر أن يغادر منه الرئيس ترامب طائرته.
مصادر أمنية أوضحت أن الاكتشاف تم صباح الخميس خلال الاستعدادات الأمنية المعتادة التي تسبق وصول الرئيس إلى فلوريدا، ما دفع الأجهزة الفيدرالية إلى التحرك فوراً لتأمين المنطقة.
الـFBI يتولى زمام التحقيقات
مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي كاش باتيل أكد أن المنصة لم تُربط حتى الآن بأي شخص أو جهة، مشيراً إلى أن المحققين لم يعثروا على أي أفراد في الموقع لحظة اكتشافها.
وقال باتيل في تصريح رسمي: "قبل عودة الرئيس ترامب إلى ويست بالم بيتش، اكتشف جهاز الخدمة السرية ما يبدو أنه منصة صيد مرتفعة في موقع حساس على خط رؤية مباشر لمنطقة هبوط الطائرة الرئاسية".
وأضاف أن المكتب أرسل وحدات متخصصة لجمع الأدلة وتحليل البيانات الميدانية، إلى جانب استخدام تقنيات متقدمة لتعقب إشارات الهواتف المحمولة القريبة من الموقع خلال الساعات السابقة لاكتشافه.
تعاون أمني بين الأجهزة الفيدرالية
أنتوني جوجليلمي، رئيس الاتصالات في جهاز الخدمة السرية الأميركي، أوضح أن المؤسسة "تعمل بتنسيق كامل" مع الـFBI وسلطات إنفاذ القانون في مقاطعة بالم بيتش.
وأكد جوجليلمي أن الاكتشاف لم يؤثر على تحركات الرئيس أو جدول رحلاته، مشدداً على أن الإجراءات الأمنية تسير وفق أعلى درجات اليقظة والحذر.
كما أشار إلى أن الأجهزة الأمنية لا تستبعد أي فرضية في الوقت الحالي، خصوصاً أن الموقع المشبوه يثير تساؤلات حول نية محتملة لاستهداف ترامب.
سجل محاولات الاغتيال السابقة
الرئيس الأميركي دونالد ترامب كان نجا في عام 2024 من محاولتين اغتيال أثارتا ضجة عالمية.
المحاولة الأولى وقعت في يوليو 2024 أثناء تجمع انتخابي في بتلر بولاية بنسلفانيا، حين أطلق مسلح النار وأصاب الرئيس في أذنه، ما أدى إلى مقتل أحد الحاضرين وإصابة آخرين بجروح، قبل أن تجهز عليه قوات الخدمة السرية.
أما الثانية، فحدثت في سبتمبر من العام نفسه بولاية فلوريدا، عندما فتح مسلح النار قرب ملعب الغولف الخاص بترامب، إلا أن يقظة الأمن أحبطت الهجوم دون وقوع إصابات.
حالة تأهب متصاعدة
التحقيقات الجارية تعيد فتح ملف التهديدات المستمرة التي تلاحق الرئيس الأميركي ترامب، خصوصاً في ظل تصاعد التوترات السياسية مع اقتراب الانتخابات المقبلة.
ويؤكد محللون أمنيون أن الحادث الأخير قد يدفع الأجهزة الأميركية إلى مراجعة شاملة لإجراءات الحماية حول ترامب، في وقت تتزايد فيه التحذيرات من محاولات جديدة تستهدف شخصيات سياسية بارزة في البلاد.
تزامن مريب أم تصعيد مقصود؟
التوقيت الحساس للاكتشاف لم يمر مرور الكرام على المراقبين السياسيين، خصوصاً أنه تزامن مع تصاعد الاحتجاجات في واشنطن ضد سياسات ترامب وخطابه الانتخابي الجديد.
بعض المحللين رأوا أن الحادث ربما يندرج ضمن "حرب نفسية" تهدف إلى إبقاء الأضواء مسلطة على الرئيس الأسبق، واستثارة مؤيديه قبل الانتخابات.
بينما حذّر آخرون من أن تصاعد الكراهية في الشارع الأميركي قد يولّد بالفعل تهديدات أمنية حقيقية، تجعل أي خطأ بسيط سبباً في مأساة وطنية جديدة.
المنصة المشبوهة في بالم بيتش لم تعد مجرد حادث أمني عابر، بل أصبحت رمزاً للتوتر الأميركي الداخلي. فبين مظاهرات واشنطن الصاخبة وحملات التحريض المتبادلة، يبدو أن الولايات المتحدة تدخل مرحلة شديدة الحساسية، حيث يختلط فيها الأمن بالسياسة، والخطر بالحملة الانتخابية المقبلة.